موسيقا بطعم الفاكهة

لعلَّ ذهابك إلى معرض وأنت راجلٌ يهيِّئُك لتصبحَ أكثر قابليةً لتلقي مفردات ألوانه منك وأنت تستقلّ سيارتك، وهذه مقتطفات من قراءةٍ للوحات فنانينا في مراسمهم أو بعض معارضهم قراءةً انطباعية بسيطة، ربما تكون أقرب إلى الشاعرية، ولكنها بالتأكيد ليست قراءةً أكاديميةً نقدية.
الفنان علي مقوص يعزف بأنامله لعبة تدرّج الظل البارعة، ودرج السطوع، إنه يخبّئ مقولته وأشخاصها، لتكتشف أنهم صاروا شجرةً، وهم جزءٌ من أفنانها، شجرة من أشخاص وأطيار، كأنهم الفيء والفنن، يتفيؤون ظلال الآخرين، وأحياناً ظلال أنفسهم، ألوانٌ تحكي، وألوان تجيد لغة الصمت.
هاهي لوحات أخرى تنادينا، نقف أمام بعضها، هنيهات، وأمام بعضها الآخر هنيهات، ثم نعود مرةً أخرى لنقف أمام اللوحات نفسها ولكن بنظرةِ أخرى، ربما تكون أكثر نضجاً.
موسيقا إدوار شهدا التشكيلية بريشة أقرب إلى العود، تأخذك بلوحاته إلى رؤى متقدمة تنوس بين الحضور والغياب، وثمة انتظارٌ ليدٍ حانية ما، تمسح عن الوجوه بعضَ الضياع, خلف كل سطور سيمفونيَّتهِ التشكيلية.
ولباسم دحدوح لوحاتٌ تعزف موسيقا، لكنها موسيقا بطعم الفاكهة، تحرك أدواتها قلماً يخطّ رسالةً مازالت، على الطاولة، تجري حواراً حراً، مع الذكريات العتيقة.
خالد المز يحاول قراءة العالم من خلال الجسد، تخالهُ وقد تفرّغ لعالم المرأة، محاولاً منها فهم العالم فرأى في تقاسيم الجسد لغاتٍ، لعلّه ترجم بعضها وترك بعضها لأصحاب الآفاق والخواطر.
وأما ليلى نصير، فقد رسمت بمواد مختلفة على كانسون، رسمت وجوه وحوش، على قامات وهياكل بشرية، لكأنها كانت تقرأ في النيات والطويات وتحاول تظهيرها، عبر حالات متباينة، أشخاص من أرقام، وأشكال وحركات.
نزار صابور يتقن لغة الألوان ويعزف بمهارة على منطوق الأشكال الهندسية ، وعلى موسيقاها التي تكاد تُسمع ..
غسان نعنع، يظهر بالأبيض والأسود، وبالألوان، وجوهاً في الظلال، وما عليك إلا أن تقرأ على سجيتك، مدى حضورها ومدى غيابها.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار