أعلن رئيس هيئة قناة السويس أسامة ربيع صباح اليوم الاثنين أنه تم “تعديل مسار” سفينة الحاويات “إيفر غيفن” الجانحة في القناة منذ ستة أيام “بنسبة 80 %”.
وأفاد ربيع في بيان عن بدء تعويم سفينة الحاويات البنمية بنجاح بعد استجابتها لمناورات الشد والقطر إذ تم تعديل مسار السفينة وابتعاد مؤخرة السفينة عن الشط أكثر من 100 متر..
وقال: تم البدء في مناورات الشد لتعويم السفينة بواسطة 10 قاطرات عملاقة قامت بالعمل من أربعة اتجاهات مختلفة، وعلى ضوء هذا تحركت مؤخرة السفينة التي تبلغ حمولتها أكثر من 200 ألف طن، لتبتعد عن الضفة الغربية للقناة.
أضاف ربيع: من المقرر استئناف المناورات مرة أخرى في وقت لاحق بما يسمح بتعديل مسار السفينة بشكل كامل لتصبح في منتصف المجرى الملاحي.
وبخصوص استئناف حركة الملاحة في القناة أكد المسؤول المصري أن ذلك سيتم بمجرد تعويم السفينة بشكل كامل وتوجيهها إلى منطقة الانتظار لفحصها فنياً. وفي هذا السياق أوضحت مصادر غير رسمية أنه “تم تشغيل محركات السفينة وتبين سلامتها”.
يشار إلى أنه قبل هذه التعويم قد تم جرف 27 ألف متر مكعب من الرمال على عمق وصل إلى 18 متراً، “مع مراعاة حدوث انهيارات ترابية من أسفل السفينة”.
التعويم الجزئي للسفينة يبدو أنه مؤشر إلى بدء حلحلة الأزمة التي كانت تتسبب منذ الثلاثاء بخسائر بمليارات الدولارات حسب مواقع متابعة السفن.
وجنحت سفينة الحاويات “إم في إيفر غيفن”، التي يزيد طولها على طول أربعة ملاعب لكرة القدم، بالعرض في مجرى قناة السويس صباح الثلاثاء فأغلقته بالكامل، ما عطّل الملاحة في الاتجاهين في المجرى المائي البالغ الأهمية.
وكانت السفينة البالغ طولها 400 متر وعرضها 59 متراً وحمولتها الإجمالية 224 ألف طن، تقوم برحلة من الصين إلى روتردام في هولندا، وأدّى تعطل الملاحة إلى ازدحام مروري في القناة وتشكل طابور انتظار طويل، وقالت مصادر إن 369 سفينة تنتظر الآن عبور القناة في الاتجاهين.
كما تسبب تعطّل السفينة بتأخير بالغ في عمليات تسليم النفط ومنتجات أخرى.
وأشار تقرير لشركة أليانز للتأمين إلى أن تعطل يوم في نقل البضائع، نتيجة وقف الملاحة بالقناة، “يكلّف التجارة العالمية من 6 إلى 10 مليارات دولار”.
وقالت شركة “لويدز ليست” إنّ الإغلاق يعوق شحنات تقدر قيمتها بنحو 9,6 مليارات دولار يومياً بين آسيا وأوروبا.
وأشارت “لويدز ليست” إلى أن “الحسابات التقريبية” تفيد بأن حركة السفن اليومية من آسيا إلى أوروبا تُقّدر قيمتها بحوالي 5,1 مليارات دولار ومن أوروبا إلى آسيا تُقّدر بنحو 4,5 مليارات دولار.
ومن جهته قدّر رئيس هيئة قناة السويس الخسائر اليومية لقناة السويس بسبب تعطل الملاحة ما بين 12 و14 مليون دولار.
وفي انتظار استئناف الملاحة في قناة السويس، قررت شركات ملاحية كبرى مثل ميرسك الدنماركية أو الشركة العامة الملاحية (سيه ام آه سيه جيه ام) الفرنسية تحويل بعض السفن إلى طريق رأس الرجاء الصالح الذي يتطلب الدوران حول قارة إفريقيا وهو ما يعني 6 آلاف كيلومتر إضافية إلى الرحلة بين سنغافورة وروتردام على سبيل المثال.
وأوضح متحدث باسم الشركة الفرنسية لفرانس برس أن “المجموعة قرّرت تحويل خط سير ثنيتن من سفنها المتجهة إلى آسيا إلى رأس الرجاء الصالح وتدرس خيارات أخرى لعملائها من بينها نقل البضائع على متن طائرات أو عبر خطوط السكك الحديدية”.
موضوع جنوح السفينة قد أثار طرح العديد من الأسئلة التي لا يمكن إغفالها أو تجاهلها، ومن حق الجميع أن يتساءل علمياً وموضوعياً للوصول إلى الحقيقة، فكيف تجنح مثل هذه السفينة العملاقة وهي معروفة الطول والعرض وسبق أن مرت في القناة نفسها بقيادة الربان نفسه..؟ أيضاً كيف لهذا الربان أن يضع السفينة بحالة عرضانية تدخل مقدمتها في الرمال، والمعروف أن السفينة حديثة وفيها أجهزة ملاحة تصور الأعماق وتعرف حركة المد والجزر ويقوم الملاح الآلي بإعطاء الربان المعلومات المطلوبة كما يرصد الرادار السفن القريبة والبعيدة وكذلك أجهزة الاتصال الحديثة المتطورة؟.
أسئلة يطرحها الخبراء من دون أن يستبعدوا اليد والمرامي الإسرائيلية الخبيثة والتفكير بمشروع مد قناة منافسة لقناة السويس.
لنفكر جيداً فيما يجري في البحر الأحمر وشرق المتوسط وفي بحر العرب، ولنفكر جيداً في مخططات تفتيت المنطقة والفوضى الخلاقة وتمكين “إسرائيل”.
أزمة قناة السويس لم تصل إلى خواتيمها النهائية بعد، وبالرغم من المؤشرات والتطمينات وإعلان المسؤولين المصريين عن خطوات للحلحلة، فإنه مع سير السفينة ستبدأ الأسئلة المعلقة بالانسياب والتي تنتظر إجابات وكذلك ستبقى التداعيات الاقتصادية حاضرة.