التنظيم النقابي مطلب للجيولوجي حلم طال انتظاره
قال عضو المجلس الأعلى لاتحاد الجيولوجيين العرب حسين علي الوكاع لـ« تشرين»: إن الجيولوجيين السوريين يتطلعون وهم يحتفلون بيوم الجيولوجي السوري الذي يصادف في السابع والعشرين من شهر آذار من كل عام إلى تأسيس نقابة لهم، فهذا الحلم مازال يراودهم منذ أن تأسست الجمعية الجيولوجية السورية في عام 1957، وأظن أنه بعد هذه الرحلة الزمنية الطويلة بات من حق الجيولوجيين السوريين أن يكون لهم التنظيم النقابي الذي يمثلهم وينضوون تحت لوائه، أسوة بكل التخصصات المهنية الأخرى التي يوجد لأصحابها نقابات تمثلهم وتحفظ حقوقهم وتدافع عنهم وتلبي طموحاتهم وتستجيب لاحتياجاتهم المهنية.
والجيولوجيون هم حاملو لواء هذه المهنة والقائمون بالمهام المختلفة, وهم يعملون في قطاعات الإنتاج والخدمات والتعليم, ويشكلون شريحة مهمة من الكوادر الوطنية المتخصصة في مجال دراسات علوم الأرض, ما يجعلهم يستحقون تأسيس تنظيم نقابي لهم مثلهم مثل أصحاب المهن العلمية والفكرية الأخرى في سورية. وأسوة بنظرائهم في الدول المجاورة، ففي الأردن مثلاً هناك نقابة للجيولوجيين منذ سنوات، ومعظم الجيولوجيين الأردنيين درسوا في سورية وتخرجوا في جامعاتها، ومع ذلك سبقوا نظراءهم السوريين بالحصول على مكسب مهم وهو تأسيس نقابة تضمهم. في حين مازال الجيولوجيون السوريون ينتظرون تحقيق هذا الحلم منذ 64 عاماً.
وتساءل الجيولوجي الوكاع : ما المشكلة في تأسيس هذا التنظيم النقابي، وما الضرر من تأسيسه؟ ويقول: بالعكس ثمة فوائد كثيرة ستتحقق من تأسيس هذا التنظيم النقابي وسيعود ذلك بالفائدة على الوطن وعلى الجيولوجيين بآن واحد، من خلال تنظيم مهنة الجيولوجيا وضم الجيولوجيين في تنظيم نقابي يعمل بإشراف الدولة وضمن الأنظمة والقوانين النافذة في الجمهورية العربية السورية، مثله مثل أي تنظيم نقابي آخر، من هنا أنا أناشد الحكومة والقيادة السياسية الإسراع بتأسيس نقابة الجيولوجيين.
وأكد الوكاع أنه يجري العمل لتنفيذ ندوة علمية بمناسبة يوم الجيولوجي السوري عن مياه الشرب في الحسكة بين الواقع والطموح يتم من خلالها تسليط الضوء على واقع مياه الشرب في المحافظة والصعوبات والتحديات التي تواجه هذا الواقع وسبل مواجهتها وتذليلها من أجل تأمين مياه شرب نقية لسكان المحافظة بالكميات الكافية والمواصفات المحددة، كما سيتم على هامش هذه الندوة تكريم عدد من الجيولوجيين القدامى تقديراً للدور الذي قاموا به خدمة للوطن والمواطن ولمهنة الجيولوجيا.
مشيراً إلى تنفيذ العديد من الفعاليات في المرحلة السابقة وهي عبارة عن ندوات توعوية عن المخاطر التي تواجه الواقع الجيولوجي والبيئي في محافظة الحسكة، من ذلك الاستثمار الخاطئ والجائر للثروات الباطنية وخاصة النفط ، وسرقة هذه الثروات والعمل على استثمارها بالطرق البدائية التي تُـلحِـق أفدح الأضرار بالوطن والمواطن، نظراً للمخاطر الكثيرة الناجمة عن هذا الاستثمار بعيداً عن التدابير الوقائية اللازمة (فحرّاقات) النفط البدائية مثلاً تعدّ ذات خطورة عالية جداً على البيئة والإنسان معاً، ناهيك بالضرر الفادح الذي تلحقه بالاقتصاد الوطني.
يذكر أن الجيولوجي حسين الوكاع يحمل إجازة بالعلوم الجيولوجية من جامعة دمشق في عام 1984 ثم عمل في مديرية حقول الجبسة للنفط في محافظة الحسكة وتسلم العديد من المهام آخرها مدير حقل تشرين النفطي شرق الحسكة، ونظراً لمواقفه الوطنية المشرّفة قامت المجموعات الإرهابية المسلحة باستهدافه ونجا من محاولة اغتيال، أدت إلى إصابته إصابة بليغة اضطرته للانقطاع عن العمل من أجل متابعة العلاج، وهو مؤسس ورئيس مجلس إدارة الجمعية السورية لعلوم البترول وعضو الجمعية الجيولوجية السورية، ويتابع حالياً دراساته العليا بعلم الزلازل في المعهد العالي للبحوث والدراسات الزلزالية في جامعة دمشق.