خداع مكشوف
يقول المثل الشعبي «مجنون يحكي وعاقل يسمع»، فكيف إذا كان هذا المجنون كذاباً و إرهابياً وقاتلاً ومحتلاً ومنافقاً، ومجرّباً كثيراً..
هذه هي صفات رئيس وزراء الكيان الصهيوني بنامين نتنياهو الذي بات مرجعية لكل هذه الأساليب القذرة.
اللافت أن يصل إلى درجة من العهر من دون حياء أو خجل، ويخاطب فلسطينيي الـ48 بكل صفاقة ويعدهم بأنه سوف يسير رحلات طيران مباشرة إلى مكة المكرمة قبلة المسلمين لأداء مناسك الحج والعمرة.. وبرعاية شخصيه منه!.
جاء ذلك في تصريحات أدلى بها نتنياهو، زعيم حزب “الليكود”، قبل يومين من انطلاق الانتخابات.
ليس غريباً عليه، فهو يجيد الخداع.. ولكن الغريب أكثر أن يصدقه بعض الفلسطينيين، بعد كل هذا الإجرام والإرهاب المشهود والموصوف.
من حق أي متابع أن يتساءل: لماذا قال نتنياهو هذا، وهل يهمه الفلسطينيون بعد كل الجرائم والمجازر التي ارتكبها بحقهم وبحق العرب والمسلمين؟.
بل متى كان حريصاً على الشعائر المقدسة؟.. وهو الذي نكّل وينكّل بالفلسطينيين.. يهجرهم من أراضيهم لبناء المستوطنات.. ويقتل قادتهم.. ويقطع أشجارهم.. ويصادر أرزاقهم حتى اليوم.
نقول له: «خيّط بغير هذه المسلة» لأنها مكشوفة والهدف منها انتخابي أولاً، ولجذب واستعطاف القائمة العربية في الانتخابات البرلمانية الصهيونية لتشكيل أكثرية برلمانية لعله يشكل الحكومة الصهيونية بشكل مطلق ويخوله إيجاد قانون يحميه على الأقل في الوقت الحالي من زجّه في السجن بتهم الفساد والرشوة التي باتت مترافقة مع شخصه وزوجته وأسرته بشكل كامل.
وثانياً يريد من هذا الغزل بعث رسائل إلى بعض العربان والمشيخات التي طبّعت -أو على طريق التطبيع- أن قلبه على المسلمين، وعلى فرائض المسلمين.
ولو كانت مشاعره صادقة وقلبه على الفلسطينيين ما بنى آلاف المستوطنات وزجّ شبابهم في السجون.. وما قطع الماء والهواء عن الفلسطينيين، وعن وكالة غوث اللاجئين «أونروا».. ولا مارس كل أنواع الضغوط عبر اللوبي الصهيوني في أمريكا.. لنقل السفارة الأمريكية إلى القدس المحتلة.. وما حفر ويحفر تحت أساسات الأقصى الشريف بحجة البحث عن دليل.. يتلطى خلفه.. يثبت شرعية كيانه غير الموجودة سوى في رؤوس الصهاينة الحامية..
ولو كان هذا الادعاء صحيحاً ما منع المصلين الفلسطينيين من أداء صلاة الجمعة في باحة الأقصى الشريف وما حرم الآلاف من دخول القدس لأداء الصلاة في المسجد الشريف.
ولو كان صادقاً ما مارس الضغط على الإدارة الأمريكية لإغلاق ممثلية الفلسطينيين في واشنطن.. وما منع الدواء عن الفلسطينيين في ظل جائحة «كورونا».. وما حاصر هم في أراضيهم وسجنهم في بيوتهم.. ومنعهم حتى من العمل، وما حاول ويحاول بشتى الوسائل إنجاز ما يسمى «صفقة القرن» بهدف تصفية القضية الفلسطينية.. وما فرض قانون عنصرية الدولة الصهيونية.. وما حاول الاستفادة من أصدقائه الأمريكيين والغربيين وبعض العربان لمنع عودة اللاجئين إلى ديارهم.. وما حاول عقد صفقات تطبيع جديدة؛ الهدف منها توطين الفلسطينيين في البلاد التي هجروا إليها منذ العام 1948 وحتى الساعة.
كل هذا التاريخ الأسود ومازال بعض العربان، وبعض المشيخات يعدّون الإرهابي نتنياهو صديقاً وحليفاً على حساب الفلسطينيين ومقدّساتهم ودماء شهدائهم التي قدّموها دفاعاً عن فلسطين.. فهل يعي هؤلاء العربان حقيقة نتنياهو وكيانه العنصري، أم سوف يستمرون بسياسة التطبيع المجاني؟!..