في الزمن الصعب بيروت تستجير بدمشق, ودمشق كعادتها دائماً تهب للمساعدة بعد أن طوق فيروس (كورونا المستجد) لبنان وشارف مخزون الأوكسجين الطبي لديه على النفاد، لتأتي شحنات الأوكسجين السوري في وقتها المناسب لإسعاف آلاف المرضى ممن يحتاجونه وبالتالي تفادي كارثة إنسانية وشيكة.
رغم الحرب والحصار تعلو القيم الإنسانية وقيم الأخوة والجيرة وأخلاق الكرام، وتهب دمشق للنجدة مباشرة، وبدأت بتزويد لبنان بالأوكسجين الضروري والمُلّح لاستمرار إنعاش المرضى المصابين بالفيروس، وكتصرفات الكبار وأخلاقهم لم تتردد دمشق في المساعدة.
وعلى مدار ثلاثة أيام سيعبر الأوكسجين السوري إلى لبنان في تأكيد على أن حقيقة البلد الواحد لا تزال قائمة لم تتأثر، ولا يمكن لسورية أن تتنفس وتترك إخوتها في لبنان عرضة للموت خنقاً بانتظار الأوكسجين الضروري لبقائهم على قيد الحياة، وخاصة من هم في غرف العناية الفائقة وبالتالي تجنب موت محتم سببه اقتراب انعدام تلك المادة الحيوية والضرورية لمن يضطرون إليها بفعل مضاعفات الفيروس.
ورغم كل الحملات الشرسة وضغائن البعض، لم تكن دمشق يوماً خاصرة رخوة للإخوة في لبنان على العكس كانت القوة والسند والقلب الكبير محافظة على الأواصر الاجتماعية والجغرافية المتداخلة بين سورية ولبنان.
بقيت أبواب دمشق مفتوحة لم تسد بوجه الجيران على مدار سنوات الحرب الإرهابية العشر، كما لم تغلق قبلها، بل على العكس عملت كل ما بوسعها لإبقاء هذه الأبواب مفتوحة.
ورغم العقوبات الجائرة والحصار الذي يستهدف خنق السوريين لم تتوانَ عن مد يد العون وبالسرعة القصوى حتى تتمكن بيروت من تدبر أمرها ووصول إمدادات الأوكسجين الطبي إليها.
أثبتت سورية مجدداً أنها الجار الأمين والشقيق الصلب الذي كان حاضراً دائماً عند الأزمات وفي أوقات الضيق يهب للمساعدة من دون شروط أو قيود، تقاسمت دمشق رغيفها مع الأشقاء ولبت النداء العاجل, ودفعات الأوكسجين التي تصل بيروت تباعاً محطة في تاريخ طويل من خطوات إنسانية كانت دمشق تخطوها بكل مودة تجاه لبنان.