أشار مقال نشره موقع “بلاك أجندة ريبورت” إلى تزايد الدعوات الأمريكية إلى ما يسمى بـ”التدخل الإنساني” بالتوازي مع استمرار تراجع مكانتها العالمية وصعود الصين، حيث تزعم واشنطن، في سبيل حشد الدعم لاعتداءاتها المستمرة، أن منافسيها مذنبون بارتكاب جرائم أكبر من جرائمها وهذا محض أكاذيب لا أساس له من الصحة.
وأورد المقال: إن فك شفرة الحقيقة أصبح مهمة صعبة لأسباب ليس أقلها ضخامة آلة المعلومات الأمريكية المضللة وارتباطها المباشر بمقتضيات الدولة الإمبريالية نفسها، أي الارتباط الوثيق بين المجمع الصناعي العسكري والشركات الإعلامية الأمريكية.
ولفت المقال إلى أن الإمبريالية الأمريكية أمضت جزءاً كبيراً من العقد الماضي في تصعيد تدريجي لحرب باردة جديدة ضد الصين، بالاعتماد على وسائل إعلام أمريكية صنّعت الموافقة على كل سياسة من سياسات واشنطن العدوانية، وخاصة تجاه بكين وطهران وبيونغ يانغ.
وأكد المقال أن الرأي العام في الولايات المتحدة تتم تغذيته بالأخبار المناهضة للصين الصادرة من مختلف الأطياف السياسية، حيث تمثل أكاذيب التدخل الإنساني أخطر أشكال المعلومات المضللة وأبرزها أكذوبة “الإبادة الجماعية” المرتكبة ضد المسلمين في منطقة شينجيانغ الأيغورية ذاتية الحكم في الصين.
وتابع المقال: بينما يعتقد البعض أن إدارة بايدن ستقلل التوترات مع الصين، فإن درجة حرارة الحرب الباردة الجديدة ارتفعت في الأسابيع الأخيرة في أعقاب المناورات العسكرية الأمريكية، حيث طلبت القيادة الأمريكية لمنطقة المحيطين الهندي والهادئ تخصيص ميزانية قدرها 27.4 مليار دولار أمريكي من أجل نشر صواريخ تمتد على طول الجزر الرئيسية على حدود الصين مثل أوكيناوا وتايوان والفلبين.
وشدد المقال على أن “التدخل الإنساني” هو محض ستار لإخفاء جرائم الحرب الفعلية التي ارتكبتها الولايات المتحدة وأتباعها الإمبرياليون، وبينما تنكب وسائل الإعلام على نشر المزاعم المتكررة بشأن “الإبادة الجماعية” في الصين نجدها تتجاهل تماماً الإبادة الجماعية الفعلية التي يمكن التحقق منها والتي تُرتكب ضد الفلسطينيين من الحليف الأكبر للولايات المتحدة “إسرائيل”، وكذا عشرات الآلاف من الفنزويليين الذين ماتوا إثر العقوبات الأمريكية.
وأضاف المقال: لا تقتصر أكذوبة التدخل الإنساني على تغطية جرائم الحرب الأمريكية فحسب، بل إنها تمحو أيضاً الدوافع الحقيقية الكامنة وراءها، حيث اعتادت الولايات المتحدة على خوض حروب تحت غطاء الإنسانية في لحظات تتعرض فيها مصالحها للتهديد، على سبيل المثال في عام 2014، كثفت إدارة أوباما دعم الولايات المتحدة لشخصيات المعارضة اليمينية العنيفة والعقوبات على حد سواء ضد فنزويلا بمجرد أن أصبح واضحاً أن وفاة الرئيس الفنزويلي السابق هوغو تشافيز لن تمثل نهاية الثورة البوليفارية.