زيارة المقداد إلى عُمان.. تعزيز للعلاقات الثنائية والتشاور حول القضايا والمتغيرات
زيارة وزير الخارجية والمغتربين الدكتور فيصل المقداد إلى سلطنة عُمان، ومباحثاته مع المسؤولين العُمانيين تأتي في توقيت مهم على ضوء ما يجري في المنطقة من تحركات دبلوماسية للتشاور وتبادل الرؤى حول أهم القضايا والمتغيرات في المنطقة والعالم، فضلاً عن كونها تهدف في المقام الأول إلى بحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية التي تربط البلدين الشقيقين.
من الثابت والمعروف أن مسقط كان لها موقف متميز من الأحداث التي اندلعت في ساحات عربية وبالأخص في سورية، حيث كان موقفها ثابتاً وعبر عنه العديد من المسؤوليين العُمانيين في غير مناسبة، لجهة أهمية الحفاظ على موقع سورية المهم عربياً ودولياً ووحدة وسيادة وسلامة أراضيها وأن يكون حل الأزمة فيها بيد السوريين وحدهم.
لقد حفلت الأيام القليلة الماضية بسلسلة من المواقف نتجت عن اجتماعات دولية وذهب المحللون في قراءة هذه التصريحات، حيث أجمع المراقبون على أن ما تمر به منطقتنا حالياً يتطلب أكثر من أي وقت مضى التنسيق، ومن هذا المنطلق تأتي زيارة الوزير المقداد لجهة تعزيز التشاور بين الأشقاء لبحث سبل تحسين الأوضاع التي تمر بها المنطقة العربية ومعالجة الواقع الصعب الذي تعيشه دولها بشكل عام.
نشاطات الوزير المقداد خلال الزيارة -التي من المقرر أن تستمر عدة أيام- بدأها بزيارة المتحف الوطني حيث تفقد مخطوطة “كتاب الفوائد في معرفة علم البحر والقواعد” للملاح العُماني شهاب الدين أحمد بن ماجد السعدي والمعار من مكتبة الأسد بالجمهورية العربية السورية إلى المتحف الوطني في مسقط، حيث سبق أن أصدر السيد الرئيس بشار الأسد مرسوماً بإعارة المخطوطة إلى سلطنة عُمان حيث جرى ترميمها وإعادتها إلى حالة جيدة ليتم عرضها للجمهور.
كما تفقد المقداد والوفد المرافق مجموعة اللقى والقطع الأثرية التي سبق أن طالتها يد الإرهاب والتخريب وتم ترميمها في السلطنة تمهيداً لإقامة معرض ثقافي للآثار والمخطوطات السورية فيها لاحقاً.
لقد كانت زيارة المتحف الوطني العُماني مناسبة نوه خلالها وزير الخارجية والمغتربين بالتعاون القائم بين المتحف العُماني والمديرية العامة للآثار والمتاحف في سورية، مؤكداً أهمية استمرار التعاون الثنائي في المجال الثقافي بين البلدين الشقيقين ولافتاً إلى أن نجاح الدبلوماسية الثقافية هو تجسيد لعمق العلاقة التاريخية الأخوية بين الشعبين العُماني والسوري.
وقد حرص الوزير المقداد خلال لقائه مجموعة من الشخصيات العُمانية السياسية والدبلوماسية والإعلامية في جلسة حوارية على عرض لفصول المؤامرة التي جرى تخطيطها ضد سورية وتمكن السوريون من الوقوف بوجهها ومواصلة صمودهم وحفاظهم على أرضهم وثوابتهم، كما سمع من الحضور تأكيداً على موقف سلطنة عُمان الرسمي والشعبي الثابت تجاه سورية ودعمها في الأزمة التي تمر بها..
زيارة مهمة في التوقيت والمضمون وسيكون لها نتائج لجهة استمرار التواصل لبذل الجهود المشتركة من أجل التغلب على الصعوبات وحل المشكلات القائمة في المنطقة لما فيه خير الدول العربية وتقدمها في مختلف المجالات.