تميزت العلاقات الصينية- الروسية بشراكة وثيقة عسكرياً واقتصادياً وسياسياً وثقافياً، وقد وصلت العلاقات الثنائية بين البلدين، إلى مستويات غير مسبوقة في نهاية عام 2020، عبر عن ذلك الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الصيني شي جين بينغ بتأكيدهما بأن الاتصالات الثنائية بينهما بلغت أعلى مستوى.
في سياق، هذه العلاقات المتينة، أعلنت مؤسسة “روس كوسموس” الفضائية الروسية مؤخراً عن توقيع معاهدة تفاهم مع الجانب الصيني بشأن إنشاء محطة قمرية علمية دولية.
وقال دميتري روغوزين رئيس المؤسسة الروسية عبر موقعه على “تويتر”: إن الاتفاق بين روسيا والصين بشأن المحطة العلمية القمرية ليس موجهاً ضد الغرب بل هو مفتوح للمشاركة الدولية.
وقد جاء هذا التصريح بمثابة الرد على مقال نشرته صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية رأت فيه “أن الاتفاق الروسي- الصيني هو تحالف موجه ضد الغرب”. وقال: “الأمر ليس كذلك، وأن خطط روسيا والصين بشأن القمر مفتوحة لمشاركة دولية واسعة. أي لا يتعلق الأمر بالمواجهة، بل بالتعاون في مجال استكشاف القمر”.
وكان مدير عام مؤسسة “روس كوسموس” ورئيس الإدارة الفضائية الصينية جان كاستسانغ وقعا مذكرة التفاهم نيابة عن حكومتيهما، حيث أقيمت مراسم التوقيع عبر الفيديو وتحت عنوان: “روسيا والصين تستخدمان الخبرات المشتركة والتكنولوجيات العلمية من أجل وضع خريطة الطريق اللازمة لإنشاء القاعدة العلمية القمرية الدولية”.
وحسب بيان “روس كوسموس” والإدارة الفضائية الصينية، فإن الجانبين سيسهمان في التعاون الرامي إلى إنشاء قاعدة قمرية دولية مفتوحة للمساهمة فيها من كل البلدان والجهات المعنية وذلك في سبيل تعزيز التعاون في مجال العلم واستخدام الفضاء لأغراض سلمية في مصلحة البشرية بأسرها، ولفت البيان إلى أن تعاون البلدين في هذا المجال يقضي بدراسة سطح القمر وتحقيق مشاريع مشتركة في مدار القمر على حد سواء.
هذا ووجه مدير عام المؤسسة الروسية دعوة إلى نظيره كاستسانغ في تشرين الأول المقبل للمشاركة في مراسم انطلاق مسبار “لونا– 25” الروسي.
تجدر الإشارة، إلى أن المحطة العلمية القمرية، هي مجمع علمي لإجراء تجارب علمية على سطح القمر ومداره.
وتكون المحطة مصممة لإجراء بحوث في مجالات علمية مختلفة، بما فيها استكشاف القمر واستخدامه.
باختصار هذه الاتفاقية تعزز برأي المراقبين التحالف الروسي- الصيني باستناده إلى جوانب مادية ملموسة؛ فثمة مزايا إستراتيجية لعلاقة قوية التأثير في عالم اليوم الأمر الذي يعزز مكانة البلدين لمواجهة المحاولات الأمريكية الرامية إلى إبقاء الهيمنة والأحادية القطبية..
قد يعجبك ايضا