آراء حول واقع رياضة الشهباء
أشد المتشائمين لم يكن يتوقع أن تكون السنوات الأخيرة تحمل في طياتها إخفاقات كثيرة لا مبرر لها بالتأكيد ولا مجال لتعدادها فقد كثرت دون مبرر وتركت في نفوس المحبين أكثر من إشارة استفهام وإذا أردنا معالجة المسألة فبالتأكيد ليست بالتغيير المستمر لمجالس الإدارات التي باتت ظاهرة مرضية .
وفي استطلاع لـ «تشرين» كانت هذه الآراء:
أحمد مازن بيرم رئيس تنفيذية حلب للاتحاد الرياضي العام رأى أن الاخفاقات هي بكرة القدم للرجال فقط .. ولاشك بأن هذا اﻷمر يشكل جزءاً كبير من اهتمام الجمهور الرياضي والاتحاد على حد سواء..والتغييرات في إدارتي ناديي حلب اللذين يشكلان قطبي الرياضة الحلبية كانت نتيجة هذه الإخفاقات وليس العكس .. واعتقد أن عدم التوفيق والعشوائية بانتقاء تشكيلة فريق كرة القدم في بداية الموسم الكروي لكلا الناديين وعدم فعالية اللجان المشكلة لهذا الغرض ومصادرة دورها أدى الى ذلك .
إضافة الى ضرورة وضع اﻷندية موازناتها التقديرية ببداية العام والبحث عن مصادر مالية لتغطية نفقاتها التي تنفق على الألعاب الاحترافية..وعدم الاستدانة والإنفاق من دون رادع ﻷنها ستشكل عبئاً كبيراً سيعوق تقدم اﻷلعاب اﻷخرى.
وقال الدكتور ماهر خياطة نائب رئيس الاتحاد الرياضي العام السابق النجاح والفشل الرياضي مرتبطان بمعادلة تبدأ بالمال العصب الأساس والمحرك لعجلة التقدم والكوادر المسؤولة من إداريين ومدربين ولاعبين إضافة لتحسين البنى التحتية والإدارة هي القادرة على التخطيط وفق الإمكانات المتوفرة والقادرة على التطوير والبيئة للعمل على توفير الأجواء السليمة بعيداً عن الأجواء المشحونة وقد يكون التغيير بإدارات الأندية تحت ضغط النتائج والفشل ما يوّلد عدم الاستقرار وبالتأكيد فلا توجد عصا سحرية لتجاوز المعوقات وتفتقر الحلول الإسعافية لتوفير مقومات النجاح الكبير ولذلك لابدّ من توفر الأسس الثابتة لتوفير مقومات النجاح.
أما فوزي بابي عضو تنفيذية حلب للاتحاد الرياضي فرأى أن الاحتراف وعدم دراسته أثرا سلباً على الأندية في تعاقداتها الخاطئة وأضعفا إداراتها ودفعاها للتفتيش عن موارد مالية ولذلك يجب تقييم الاستثمارات المناسبة والاعتماد في عملهم على تهيئة القواعد والاهتمام بها بإشراف مدربين مؤهلين والأهم الآن هو هروب المدربين للعمل في الاكاديميات وعزوفهم عن التدريب في الأندية التي لاتدفع مستحقاتهم المالية وأخيراً الاستغناء عن اللاعبين الموهوبين من دون مبرر.
أما المهندس أحمد رحماني عضو سابق بإدارة نادي الاتحاد فرأى أن ماتعانيه رياضة حلب منطقي لما تعرضت من أحداث في الآونة الأخيرة ما اضطر إدارات الأندية العمل بشكل مرحلي وليس خططياً لمستقبل رياضي عبر الاهتمام بالقواعد وهذا انعكس سلباً على الفريق الأول و تمت الاستعانة بلاعبين من خارج النادي والمحافظة ما أدى إلى الإرهاق للموازنة المالية للنادي ولكن بعد تحرير وانتصار حلب بتضحيات الجيش العربي السوري بدأنا نتلمس نتائج اهتمام الأندية بالقواعد، وخير دليل تصدر شباب نادي الاتحاد بفارق مريح وأيضاً منافسة أندية حلب على بطولات الفئات العمرية بكرة السلة وتتويجهم ببعضها وهذا نتاج عمل إدارات سابقة ومتلاحقة لأندية الاتحاد والجلاء والحرية .. ودعونا نتفاءل بالأجيال القادمة من الشباب والشابات والعمل بمحبة ونبذ الخلافات جانباً و إن كانت النيات حسنة للعاملين بالقطاع الرياضي بشكل عام، فإن المستقبل مبشرٌ بالخير إن شاء الله.
بالنسبة لتغيير الإدارات طبعاً يؤثر فالاستقرار مهم جداً ويجب على الإدارات أن تبدأ العمل من حيث انتهت سابقتها وإن لا تهدم ما سبق وتبدأ من جديد إنما نحن نتهم الآخرين وبأفظع التهم فكيف لنا أن نبدأ من حيث انتهوا.
ورفض نور تفنكجي رئيس إدارة نادي الحرية إطلاق عبارة الإخفاقات على رياضة حلب خاصة بعد عودة الروح تدريجياً للأندية الحلبية بعد سنوات حرب غاشمة على سورية و كيف سنتجاوز ذلك فهي في عودة الألق بالتأكيد لكل نادي حسب خطته الخاصة.
وأكد أمير كيال إداري سابق أن الاستقرار عامل مهم ، لكن قبل ذلك حسن الانتقاء ووضع الأشخاص المناسبين في مكانهم فالإدارة ليست منصب اجتماعي يسعى إليه الناس طمعا بالشهرة بل هي تكليف بعمل متعب و شاق يحتاج جهداً و صبراً و إلماماً بكل تفاصيل العمل الرياضي و هذا للأسف لا يتوفر بالكثير ممن يتم تعيينهم في الحقل الرياضي ، و عودة الألق للرياضة الحلبية يجب أن يمر عبر هذا الطريق حصراً.
ووجد عضو الإدارة الاتحادية السابق عبدالمنعم عكش أن الرياضة السورية عامة والحلبية خاصة بحاجه لإعادة هيكلتها وتخصيص الأندية كشركات استثماريه خاصة.
ورأى أحمد كامل من كوادر ألعاب القوة في حلب أن المشكلة الكبيرة في إدارات الأندية بشكل خاص والاتحاد الرياضي بشكل عام ومنذ زمن طويل حصدنا الميداليات البراقة من خلال ألعاب القوة والألعاب الفردية لكن ذلك لم يحفز الإدارات للاهتمام بهم واقتصرت اهتماماتهم على كرتي القدم والسلة واحترافهم الذي أفتقد للجانب العلمي الصحيح.
ووجد ويزر سرميني عضو الاتحاد السوري لبناء الأجسام أن التعامل بمزاجية وفق دائرة ضيقة أثر سلباً في العمل الرياضي الذي تحكمه المصالح.
ورأى جمال نشاوي عضو سابق بإدارة نادي الحرية أن الإخفاقات التي تتعرض لها رياضة الشهباء تتجلى في وضع الرجل في المكان غير المناسب و عدم الاعتماد على القواعد والفئات العمرية التي هي نواة للأندية الرياضية ٠٠٠ والعمل بطريقة مزاجية بغياب البرامج العلمية و إبعاد الكوادر الفنية عن مواقع العمل و الاستثمارات جاءت نقمة، فنادي عفرين بلا موقع وبلا مبنى وبلا استثمارات، هذا النادي المكافح الذي حصل على نتائج جيدة بهمة وعمل دؤوب لمجلس الإدارة من خلال داعمين مميزين استطاعوا أن يضعوا النقاط على الحروف.
ووجد سالم خياطة رئيس فنية حلب لبناء الأجسام أن هناك الكثير من الأسباب في طليعتها التغيرات المستمرة للإدارات التي لا تتيح تنفيذ الرؤية والخطة المرسومة من قبل الإدارة وعدم وجود قواعد كافية تعمل ضمن مسار شامل لاستقطاب المواهب المتاحة، وتدني مستوى الرياضة المدرسية فهي تعد الخزان الأساسي لرفد الأندية بكل الرياضات والأهم الوضع المادي والمعيشي الخانق لدى الجميع وضعف الإمكانات لرفد الألعاب جميعها بما يلزم.
وعلل المتابع الرياضي حمدي قواف أن أول أسباب الإخفاقات عدم وجود كوادر تحب أنديتها بصدق و أمانة و إخلاص و حتى اليوم الإدارات تعمل بشكل ترقيع و ليس تفعيلاً، والأهم خصخصة الأندية في الدرجة الأولى و جعل أندية كرتي القدم و السلة ثمانية فرق فقط في الدرجة الممتازة .
ووجد الإداري الرياضي صفوان قوقو أنه لم تشهد رياضة حلب وخصوصاً كرة القدم إخفاقاً وتراجعاً مثلما تعانيه الآن مذ تأسست النوادي رسمياً ومن الظلم بمكان تحميل الإدارات المتعاقبة السبب المباشر لإخفاقات الألعاب الرئيسة ولعل هذه الإخفاقات تعود لأسباب عدة ، أهمها الهجرة الخارجية للخبرات واللاعبين الشباب ونتيجة هذه العوامل نتج فراغ إداري وصارت عضوية الإدارة تمنح للبعض ممن لا يمتلكون أقل مقومات الخبرة أو الأهلية الإدارية ، واليوم بعد أن تعافت حلب وعادت الأندية تعجّ باللاعبين بإمكاننا تجاوز الإخفاقات وبناء جيل رياضي قوي يعيد الألق لرياضة حلب لسنوات طويلة، وذلك بالاهتمام بالقواعد وتعيين الخبرات الحقيقية المشهود لها ورفع سقف الدعم المادي والمعنوي وتأهيل أرضية الملاعب ولا ننسى تكاتف الرياضيين والعمل للمصلحة العامة ونبذ الخلافات لخلق حالة من الاستقرار الإداري الذي يساعد على إيجاد بنية صالحة للنجاح، وإذا استمرت حالات التغيير والتعيين العشوائية للإدارات فلا نهضة رياضية قريبة …