شاعران في محطة

يكتب الشاعر السوري عبد الكريم صالح الحبيب قصائده العمودية مفتتحاً مطالعها بتقابل الرويّ في شطري البيت، جرياً على عادة الشعراء العرب في كتابة المطالع، يقول في قصيدة البحر العاشق عازفاً على «فعِلن»:
الشمس تعانق أمواها
ورمال الشاطئ تهواها
يستخدم الشاعر كلمات ومفردات سهلة بسيطة للتعبير عن رؤاه وصوره، وتلك ميزة حسنة في كثير من الأحيان وربما تذوب تلك الميزة في موسيقاها كما ذوّبت حسناؤهُ الماء، يقول:
وقفتْ والموج لها وقفا
لوداع والبحر ارتجفا
يتعجب حتى ما عرفا
حسناء تذوّب أمواها
للشاعر استخدامات لطيفة لأفانين من البديع الملون:
تطلين العشية يا صباحاً
ينير ظلام قلبي في البكور
فترشفك العيون وربّ حسنٍ
تقطّر في المآقي كالخمور
يكتب الشاعر المغربي عبد القادر محمد المقدم الشعرَ الموزون المقفى بطريقة تبدو فيها العفوية والانسيابية بشكل جليٍّ ولعلّه يحسن استخدام التقابل في التشبيه والمقارنة بين بيتين لا شطرين، فلنقرأ تأملاته في النهار ومعانيه على الطويل:
تساءلت في معنى النهار ولم أزل
أرى فيه آفاقاً تلوح وتعبرُ
له شبهٌ بالعمر مابين مولد
وموت وفيه الحيُّ كالطيف يعبر
ومن جميل ما نلمس في أشعار المقدم تلك النفحة الجامعة الرائعة والتي نرى أنها انعكاس سلامة انتماء، ونقاء فكر وهوية، يقول في قصيدة نهضة العرب الكبرى:
آن للعُرب أن تقيم الحسابا
ما عليها إذا تخطّ كتابا!
استهلّت فصوله بنداءٍ
كان كالسيل إذ يسيل انصبابا
أذهلت منه أسطرٌ كل فكرٍ
ودعت كل رابضٍ فأجابا

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار