لقاء إعلامي للتعريف بحملة “أيام الأسرة السورية”

تزامناً مع حملة ” أيام الأسرة السورية” التي أطلقتها وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل مع الهيئة السورية لشؤون الأسرة و السكان في الأول من آذار وحرصاً على تعزيز مكانة الأسرة السورية واستنهاض دورها والاهتمام بها من خلال تنميتها بكل المجالات عُقِد في مقر الوزارة اللقاء الإعلامي التحاوري للتعريف بالحملة وأهدافها وأنشطتها في كافة المجالات والأبعاد المجتمعية .
حيث أكدت وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل الدكتورة سلوى عبد الله إقرار حملة أيام الأسرة السورية انطلاقاً من كلمة السيد الرئيس بشار الأسد في جامع العثمان بدمشق وتركيزه على الأسرة وأهمية الجانب الأخلاقي في تماسك المجتمع لما تشكله الأسرة من ركيزة أساسية لاستقرار المجتمع على كل المستويات وبيئة طبيعية لنمو الفرد وركن أساسي في استقرار مجتمعنا في أيام السلم والحرب .
وأضافت: لذلك أطلقت الوزارة هذه الحملة بجهود كبيرة مع الهيئة السورية لشؤون الأسرة والسكان للبحث في مشاركات حقيقية ومشاريع تفيد هذه الحملة بالتزامن مع عيد المرأة والأم ويستمر لغاية 15 أيار يوم الأسرة الدولي .
ورداً على أسئلة ومداخلات الوسائل الإعلامية أوضحت الوزيرة عبد الله أن كل المخزون الأخلاقي نستمده من الأسرة في البيت ولا بديل أبداً عنها لأنها تشعرنا بالأمان وتعطينا المفاهيم الأساسية للعمل والانتماء للوطن .
وبينت أن مخططات الأعداء كانت ممنهجة لاستهداف الأسرة والمجتمع بكل مكوناته عبر استهداف بلدنا واقتصاده وثرواته ما جعل من المستحيل مواجهة الوضع فردياً ولذلك علينا أن نتكاتف ونواجهه معاً لتحقيق الاكتفاء الاقتصادي الذي يقود لاستقرار الأسرة .
ولفتت إلى أن الحصار الاقتصادي الأمريكي الجائر على اقتصادنا وليرتنا ومحاصيلنا الاستراتيجية من قمح وقطن أثر سلباً بلا شك لكن تماسكنا والحفاظ على الأسرة شكل الضابط الأول لمواجهة الصعوبات بشكل أفضل.
وأشارت إلى دعم الإعلام عبر منصاته لنجاح الحملة وتحقيق أهدافها والتأثير الإيجابي الذي سيظهر لاحقاً وأننا مازلنا قادرين على تجاوز الصعوبات بعد عشر سنوات من الحرب على سورية والحصار والتضييق على الاستيراد والتصدير وسرقة ثرواتنا لذلك يقتضي الأمر التوجه من كل الوزارات والمؤسسات نحو الأسرة والتركيز على نقاط الضعف لمعالجتها والقوة لتعزيزها لأن الأسرة إذا كانت بخير فسوف تبتكر استراتيجيات اقتصادية تساعدها على تخطي مشاكلها المعيشية .
وتابعت أن الحملة تركزت على هدف مشروع الأسر المنتجة وتسويق منتجاتها وتمكينها وتأهيلها لفتح مشاريع ريادية مدرة للدخل ودعمها من خلال الصندوق الوطني للمعونة الاجتماعية الذي يمنح قروضاً ميسرة للمشاريع المتناهية الصغر كمنتج خدمي أو مادي والبحث عن أسواق خارجية عبر رجال أعمال ومنظمات وكتل اقتصادية لتسويق هذه المنتجات وخاصة من الريف السوري والمدن حيث تقوم الوزارة بوضع قاعدة بيانات ورصد الواقع على الأرض وتسويق هذه المنتجات الأسرية حتى اليدوية منها والاستمرار في تمويل هذه الأسر المنتجة والريادية للشباب رغم الصعوبات التي تجعلها دائرة غير مكتملة في ظل الحصار الاقتصادي الجائر على بلدنا .
ورداً على سؤال لـ« تشرين» حول دور الجمعيات لتقديم الدعم الاقتصادي أوضحت عبد الله أن استنهاض الجمعيات يتم بالتوجيه إليها لتقديم المعونات المادية للأسر المحتاجة ريثما يتم تجاوز هذه الفترة العصيبة ولا نريد تقصيراً من أحد وأن يكون الجميع على مستوى المسؤولية لتقديم الدعم المادي والنفسي وهي مسؤولية جماعية على مستوى المؤسسات والأفراد وألا يبخل أحد بتقديم المساعدة الممكنة.
ورأت أن الهم اليوم هو أن نضع الأسرة على العتبة الأولى لحل الواقع الصعب مع وجود أمل كبير بالتغيير وتعزيز روح التفاؤل للمواطنين متمنية من جميع وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي دعم هذه الحملة وما طرحته من أفكار حول الأسرة.
في السياق ذاته أوضح معاون وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل وائل البدين أن للحملة مضمون ورسائل وأهداف يتم العمل عليها في إطار تشاركي بالتركيز على إنعاش الوعي الفردي والجماعي واستنهاض دورها الذي يشكل حاملاً رئيسياً لكثير من القضايا حتى تقوم بواقع اجتماعي جيد بعد المفرزات والٱثار العميقة التي تركتها الحرب على سورية على الجانب الاجتماعي كمسألة التشرد والتسول التي تحتاج إلى جهد جماعي يبدأ من الأسرة لحلها وبالتكامل مع كل أطياف المجتمع بقطاعيه العام والخاص والفرد ليكون الواقع بخير، منوهاً إلى الاستمرار في تقديم المعونة النقدية للأسر والأفراد المحتاجة والمستحقة كوجود إعاقات أسرية ورعاية الجرحى وبرنامج تمكين المسرحين من الخدمة لتقديم المعونة لهم وفق معايير محددة وبالإمكانات المتاحة .

وأكد أن تحسين الواقع الاقتصادي للأسر يحتاج إلى تكافل لتخفيف الصعوبات عبر توجيه مصادر التمويل لدعم الأسر، مؤكداً وجود التنسيق والعمل مع مؤسسات القطاع الخاص للتسويق والبحث عن تأمين مصادر وآليات تعود بالريع والربح على هذه الأسر وإقامة أسواق ومعارض شعبية تراعي الوضع المادي للأسرة .
بدوره بيَّن رئيس الهيئة السورية لشؤون الأسرة والسكان الدكتور أكرم القش تركيز الحملة على قضايا الأسرة السورية وسد الثغرات التي خلفتها الحرب على سورية وإعادة الدور التربوي للأسرة كونها إحدى مؤسسات الضبط الاجتماعي غير الرسمية وإعادة بناء الأسرة.
وأكد أهمية الجانب الوقائي والتنموي للخروج من المشاكل وأسبابها المولدة لها ومعالجتها كالتشرد والتسول وآثار الحرب على سورية لإعادة الاندماج بين المؤسسات المجتمعية والتركيز على مدخل الأسرة لتكون المخرجات تسهم في النهوض والتنمية الاقتصادية لكل الفئات.
ولفت أنه يوجد لدينا مشكلة التشتت الاجتماعي الذي ينبغي علينا الابتعاد عن المصلحة الفردية وجعلها ضمن إطار الأسرة والمجتمع مع التأكيد على السلوك الجمعي للأسر حتى لا تنزلق لسلوك ليبرالي حديث لا يتناسب مع نمط حياة مجتمعنا وضرورة تبني نمط واقعي يرتبط بسلوكنا وتقاليدنا والتمسك بشعار الحملة ” إذا أسرتي بخير أنا بخير “.

عدسة يوسف بدوي

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار