بايدن يواصل سياسات ترامب الخارجية

يبدو أن أهم أولويات الإدارة الأمريكية الجديدة في المنطقة تتمثل في التركيز على البرنامج النووي الإيراني، وحماية «إسرائيل» والسعي نحو دفع العرب للتطبيع معها.

وهذا ما كشفته تصريحات مستشاري الرئيس الأمريكي جو بايدن في الأسابيع الأخيرة من أن السياسة الخارجية الأمريكية حالياً لا تختلف عن سابقتها، من حيث الأولويات والأهداف أيضاً.

وفي ضوء مقارنة الأهداف لكلا الإدارتين، نشر موقع «فوكس نيوز» مقالاً تحليلياً أكد فيه أن السياسة الخارجية للإدارة الأمريكية الحالية تسير على نهج الإدارة السابقة، جاء فيه:

يخطط الرئيس بايدن لمواصلة العديد من سياسات ترامب الخارجية، على الأقل في الوقت الحالي، حيث أشار أعضاء فريق بايدن بالفعل إلى أنهم يعتزمون مواصلة سياسات ترامب بدءاً من فنزويلا إلى أوكرانيا مروراً بـ «إسرائيل» وحتى الصين.

لقد وعد الرئيس بايدن بتغيير يميل نحو الهدوء فيما يتعلق بالسياسة الخارجية الأمريكية، لكن وفقًا لتصريحات وزير خارجيته أنتوني بلينكن، ومسؤولين كبار آخرين، فمن المحتمل أن تكون هناك مواصلة العديد من السياسات التي اتبعها ترامب، على الأقل في الوقت الحالي.

إن المراقب للأحداث السياسية يرى أن الأيام بل الأشهر الأولى من الإدارة الجديدة مرت من دون تغيير ملموس في السياسة الأمريكية الخارجية، حيث ظهرت العديد من هذه التفاصيل حول خطط السياسة الخارجية خلال الجلسة التي عقدها الكونغرس للاستماع لوزير الخارجية المكلف، قبل يوم واحد من أداء بايدن اليمين كرئيس.

وقال بلينكين: إن الولايات المتحدة ستستمر في الاعتراف بخوان غوايدو «كرئيس» مؤقت لفنزويلا، وهو قرار اتخذته إدارة ترامب في كانون الأول 2019، كجزء من جهودها للإطاحة بالرئيس نيكولاس مادورو.

وأضاف بلينكين: الفريق الجديد سيستمر أيضاً في “معاقبة” مادورو وحكومته بشكل أكثر فعالية.

وقال: إن إدارة بايدن ستواصل تدريب الجيش الأوكراني وإرسال أسلحة فتاكة له، مع العلم أن ترامب وافق على بيع أسلحة مضادة للدبابات لأوكرانيا في عام 2017، وهي خطوة كانت إدارة أوباما رفضت القيام بها، حيث يخشى البعض من تصعيد الصراع المستمر منذ سبع سنوات.

وحسب بلينكين فإن بايدن سيعارض استكمال خط أنابيب “نورد ستريم2” بين ألمانيا وروسيا، وكانت إدارة ترامب قد عاقبت روسيا بسبب هذا المشروع في عام 2019 مدعية أن نظام توصيل النفط الذي تجاوزت تكاليفه الـ 11 مليار دولار سيجعل قلب أوروبا أكثر اعتماداً على موسكو، ويبدو أن بايدن، الذي يشير معظم المحللين السياسيين إلى أنه لا يخطط لأي نوع من «إعادة ضبط» العلاقات مع روسيا في أي وقت قريب، يوافق على ذلك.

قد تؤدي معارضة بايدن لخط الأنابيب إلى نشوب صراع مع ألمانيا، وفي هذا السياق، قالت المستشارة أنجيلا ميركل بالفعل إنها تريد مناقشة القضية مع الرئيس الأمريكي الجديد، لافتة خلال مؤتمر صحفي إلى أن موقفها من المشروع لم يتغير ولم تصل إلى النقطة التي تقول فيها إن المشروع ينبغي ألّا يكون موجوداً، مشيرة إلى مدى أهمية “نورد ستريم2” للولايات المتحدة وأوروبا.

وفيما يتعلق بالمسألة الفلسطينية قال بلينكين: إن الإدارة الأمريكية الجديدة تعدّ القدس عاصمة لـ«إسرائيل»، وهي ملتزمة بالإبقاء على السفارة الأمريكية هناك، وهو بذلك يتماشى مع ما قام به ترامب في عام 2018 عندما اعترف رسميًا بالقدس عاصمة لـ«إسرائيل» ونقل السفارة إلى هناك، وهي خطوة قلبت عقوداً من الدبلوماسية الأمريكية في الصراع “الإسرائيلي”- الفلسطيني.

وعن السياسة الأمريكية الجديدة تجاه الصين، صرح بلينكين أن ترامب كان محقاً في اتخاذ نهج أكثر صرامة تجاه الصين.

وختم الموقع بالقول أن بايدن وعد أثناء حملته الانتخابية بإعادة الانضمام إلى العديد من الاتفاقيات التي كان سلفه ترامب قد تخلى عنها ومنها الاتفاق النووي الإيراني، لكن بلينكين، إلى جانب مدير المخابرات الوطنية أفريل هينز والسكرتير الصحفي للبيت الأبيض جين بساكي، أوضحوا في الأيام الأخيرة أن أي عودة إلى الاتفاق قد تستغرق بعض الوقت، وقد لا تحدث على الإطلاق مضيفاً: من المؤكد أن سياسات الإدارات الأمريكية لا تختلف إلى حدٍّ كبير عن بعضها البعض.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار