محافظ الحسكة: جبل الفساد بدأ بالانهيار على رؤوس من ضَـلّـوا الطريق ومشغليهم
أكد محافظ الحسكة غسان خليل لـ «تشرين» أن حملة مكافحة الفساد ستستمر حتى تطهير جميع المؤسسات، فجبل الفساد الموجود بدأ بالتصدع والانهيار فوق رؤوس الفاسدين والمفسدين ومشغليهم من داخل المحافظة وخارجها.
وقال: للأسف هناك ثقافة نشرها وكَـرّسها البعض في محافظة الحسكة ممن ضـلّـوا الطريق، وأعمتهم ضمائرهم الميتة عن رؤية الحقيقة والواقع، هذه الثقافة هي ثقافة الفساد، ومن خلال التدقيق في هذه الثقافة ودراستها اكتشفنا أن هناك فاسدين و مفسدين، والفاسدون هنا كَمنْ يفسدهم من داخل هذه المحافظة وهناك من يديرهم من خارجها.
كما اكتشفنا أن حجم الفساد الموجود في المحافظة كبير جداً، إنه جبل من الجليد، ويحتاج إلى جهد كبير وزمن لتكسيره وذوبانه، وقد بدأنا بتسليط الحرارة على هذا الجبل من أجل تسخينه كي يذوب ونتخلص منه برغم المشكلات والتحديات التي تواجهنا، والتي سنتجاوزها بالتعاون مع جميع أبناء المحافظة والمؤسسات الموجودة فيها.
وأوضح خليل أن هناك من هو متمسك بالفاسد لأنه مستفيد منه، وهناك من شعر أن الدولة بعيدة فكرّس جهده على نهب خيراتها وتوظيف مواردها لمصلحته الشخصية، ولكن اليوم من خلال حملة مكافحة الهدر والفساد وصلت الرسالة إلى الجميع، وهي أن الدولة موجودة ولن تترك محافظة الحسكة فريسة لهؤلاء الذين فقدوا البوصلة كي ينهشوا لحمها، وستقوم الدولة بكل ما تمليه عليها واجباتها طبقاً للدستور والقانون وكل الأعراف والمواثيق الدولية لحماية سكان المحافظة، وعلينا أن نعمل جميعاً ونتعاون؛ مواطنين ومؤسسات إدارية وقضائية وسياسية، من أجل أن نُـخَـلِّص المحافظة من الفاسدين الذين يعبثون بلقمة عيش أبنائها، بدءاً من المخابز ومروراً بالحبوب والأعلاف والمؤسسات الأخرى التي تعاني من الهدر والفساد، والتي خسرت فيها الدولة مليارات الليرات، وحالياً بعد أن فتحنا ملفي الفساد في المخابز والحبوب فتحنا ملف الفساد في المطاحن، وأول ما اكتشفناه كان فساداً بقيمة مليارين و800 مليون ليرة في مطحنة واحدة من المطاحن العامة الثلاث الموجودة في المحافظة، ومع استمرار التحقيق والتدقيق علمنا أمس أن حجم الفساد في المطحنة نفسها وصل إلى 4 مليارات ليرة حتى الآن من الأشخاص القائمين على هذه المطحنة، أما الهدر والفساد اللذان اكتشفناهما في مؤسسة الحبوب فيبلغ عشرات المليارات، فما أحصيناه ورأيناه من فساد في مجال تخزين القمح وسرقته فقط تصل قيمته إلى أكثر من 10 مليارات ليرة ومازالت التحقيقات مستمرة، وذلك لأننا اكتشفنا أنه في السنوات الماضية كان هناك نفس الحالة وربما أشد، وهنا أود أن أؤكد للجميع وخاصة سكان محافظة الحسكة الشرفاء أن حملة مكافحة الفساد مستمرة ولن تتوقف، والمحاسبة ستطول جميع الفاسدين والمفسدين والداعمين للفساد في جميع المؤسسات سواء من داخل المحافظة أو من خارجها.
وعن تقييمه للوضع الحالي في محافظة الحسكة قال خليل: المحافظة فيها الكثير من الخيرات الزراعة والنفط والغاز والموقع الجيد، وفيها الشعب الطيب بكل أطيافه، لكن هذه الخيرات والميزات إما غير مستثمرة للصالح العام بالشكل الجيد ويتم تشغيلها بشكل خاطئ أو بطرق بدائية عفا عليها الزمن، الأمر الذي يؤدي للكثير من الهدر، أو تُـدار وتُـسـتَـثـمَـر من قبل مجموعة من الفاسدين، وفي كلتا الحالتين يُـحـرَم الوطن والشعب من عائدات تلك الخيرات والميزات، ولهذا علينا حماية هذه المحافظة الغنية التي تعدّ سلة سورية الغذائية – وقد سماها السيد الرئيس بشار الأسد العاصمة الزراعية لسورية – من العابثين بها وبما تمتلكه من مقومات، وأن نعمل على استثمار ما تتمتع به من خيرات وميزات، وإدارة ما تحويه من موارد متنوعة وكثيرة بالشكل الصحيح ووفق أحدث الطرق العلمية بعيداً عن الهدر والفساد لمصلحة الوطن وأبناء هذه المحافظة.
وعن رؤيته لمستقبل المحافظة قال خليل: هناك أخطاء لا شك، منذ قدومنا إلى هذه المحافظة رأينا أخطاء كبيرة وقع فيها الكثير ممن كانوا يعملون في ملف هذه المحافظة، الأمر الذي أوصل الأمور إلى هذه المساحات الضيقة، والى هذا الواقع غير المُـرضي، والذي يجب أن يتغير بالتعاون مع أبناء المحافظة أنفسهم ومع والمؤسسات الموجودة فيها، ويجب أن تعود الدولة إلى جميع أنحاء المحافظة، ويعود أبناؤها إلى كنف الدولة وهذا ما هو مطلوب، ولاسيما أننا لمسنا من خلال الجولات واللقاءات التي قمنا بها أن جميع سكان المحافظة يريدون الدولة، لأنهم سئموا الفوضى والتجاوزات والممارسات التي حصلت عليهم سابقاً سواء من قبل العصابات الإجرامية ما يسمى «داعش والنصرة والجيش الحر وغيرها من العصابات» أو الآن في ظل الواقع الحالي الموجود، الذي شكا منه كل من التقيناهم من أبناء المحافظة من جميع أطيافهم وعبروا عن عدم رضاهم عما يدور في محافظتهم، وهم يطمحون ويريدون أن تعود الدولة بكل مؤسساتها إلى ربوع محافظة الحسكة، ويعود المصرف العقاري مثلاً إلى تمويل المشاريع السكنية، ويعود المصرف الزراعي إلى تمويل المشاريع الزراعية لأن هذه محافظة زراعية، وأن يستفيد جميع سكان المحافظة من الخدمات الكثيرة والهامة التي تقدمها مؤسسات الدولة السورية لمواطنيها رغم محدودية مواردها، وهذا ما سيحصل بفضل انتصارات جيشنا الباسل وصمود الشعب وحكمة القيادة وتضحيات الشهداء.