تأخر هطل الأمطار ينعكس سلباً على المزروعات والمياه الجوفية في القلمون
أدى تأخر وانحباس هطل الأمطار إلى عزوف المزارعين في منطقة القلمون الغربي بريف دمشق عن القيام بالعديد من النشاطات الزراعية.
وقال المهندس أيمن طباني رئيس مكتب التخطيط والتعاون الدولي بدائرة زراعة النبك في تصريح لــ «تشرين»: إذا استمر انحباس الأمطار لا شك بأنه سيؤثر سلباً في الواقع الزراعي بالمنطقة، حيث توزع أراضيها حسب قابليتها للزراعة إلى 23693 هـكتاراً قابلة للزراعة، والمساحة المستثمرة 16429 هكتاراً، بينما المساحة غير القابلة للزراعة 7264 هكتاراً، في حين قدرت مساحة المروج والمراعي بحوالي 94315 هكتاراً وتبلغ المساحة المروية من القمح 49 هكتاراً ومن الثوم 16 هكتاراً ومن الشعير الرعوي 42 هكتاراً، في حين أن المساحة المنفذة للمحاصيل المزروعة بعلاً توزعت على 25 هكتار قمح و1199 هكتار شعير و10 هكتارات حمّص وكان نصيب الوردة الشامية 280 هكتاراً.
وأشار طباني إلى أن الأرقام المسجلة عن الهطلات المطرية في مدن وقرى وبلدات المنطقة تدل على تراجع كبير في الهطلات إذا ما تمت مقارنتها بالمعدل السنوي لكل بلدة، فمثلاً وصلت نسبة الهطلات المطرية في كل من مدينتي النبك وديرعطية حتى الآن إلى 98.8 – 86.8 مم، في حين المعدل السنوي 125 مم، وهذا التراجع في الهطلات المطرية سوف يترك أثراً سلبياً على المحاصيل البعلية، فهناك 20 هكتاراً من القمح البعل غير قابلة للحصاد وذات نمو ضعيف وكذلك الأمر على المساحة المزروعة بالشعير التي تقدر بــ1199 هكتاراً.
وقال رئيس مكتب التخطيط: إن ندرة نمو الأعشاب في المروج والمراعي التي بدأت تظهر جلية ستنعكس سلباً على مربي الثروة الحيوانية البالغ عددها في المنطقة 80 ألف رأس غنم وماعز.
وذكرت المهندسة الزراعية ليلى مرمر- رئيسة الوحدة الإرشادية في ديرعطية أن انحباس الأمطار سيؤثر في المراعي والثروة الحراجية، مؤكدة أنه إذا ما استمر انحباس الأمطار فذلك له ضرر واضح على الينابيع والمياه الجوفية، حيث تقل كمية المياه المخزنة ما ينعكس سلباً على المخزون المائي وخاصة فيما يتعلق بمياه الشرب للمواطنين.
إلى ذلك أثار انحباس الأمطار للموسم الزراعي الحالي قلق وتخوف المزارعين في محافظة ريف دمشق، الأمر الذي حدا بهم للتريث وتأخير عمليات الزراعة للمحاصيل الحقلية.
وقال عدد من المزارعين: إن موسم الأمطار تأخر كثيراً ما ينبىء بموسم زراعي رديء يؤثر في الوضع الزراعي بشكل عام وينعكس سلباً على الأوضاع المعيشية للمزارعين وخاصة في المناطق الشرقية والغربية القليلة الأمطار، وأشاروا إلى أن تأخر الموسم المطري ينعكس سلباً على الإنتاج الزراعي ما يؤدي إلى خسائر كبيرة للمزارعين وخاصة أن محافظة ريف دمشق تعد واحدة من المحافظات الشهيرة من الناحية الزراعية.
ولفت عدد من مزارعي الأشجار إلى أن أشجارهم وبساتينهم بدا عليها الذبول والضعف نتيجة قلة الأمطار، حيث إنها بحاجة إلى السقاية وهم في حيرة من أمرهم نتيجة تأخر الموسم المطري لهذا العام حتى الآن.
بينما أشار مزارعون آخرون إلى أن شهر آذار هو أحد أشهر الشتاء الرئيسة ولا داعي للقلق من رداءة الموسم، مؤكدين أن بدء زراعة المحاصيل الحقلية وخاصة في المناطق المرتفعة أمر طبيعي لكون مثل هذه المحاصيل لا تحتاج إلى كميات كبيرة من المياه، مشيرين إلى أن تأخر الأمطار أثّر حتى الآن في النباتات الرعوية في مناطق المحافظة، وطالبوا بتشكيل لجنة من الزراعة لدراسة وضع الموسم الزراعي الحالي لإرشاد المزارعين إلى أفضل الطرق لعمليات الزراعة.