مشروع لتطوير عمل الجمعيات غير الحكومية
“مورال” هي اختصار للكلمات الأولى من تطوير المناهج والتدريب في المنظمات غير الحكومية في سورية ولبنان، وهذه هي آلية العمل في المشاريع الأوروبية، وترجمة كلمة “مورال” تعني الأخلاق.
اسم المشروع يعبر عن المضمون، والهدف السامي من ذلك أن تكون الجامعة شريكة في دعم المؤسسات والمنظمات التي تعمل بشكل حقيقي وطوعي، ليكون لها دور فعال في المجتمع.
بهذه الصورة يوضح د. شادي العظمة مدير البحث العلمي في وزارة التعليم العالي، بصفته عضواً في الهيئة التدريسية في كلية إدارة الأعمال في الجامعة الدولية للعلوم والتكنولوجيا ومنسقاً لمشاريع ايراسموس في الجامعة، آلية عمل المشروع التي نشأت نتيجة الحاجة في سورية بسبب الحرب عليها، خاصة أن لدينا مجموعة كبيرة من الجمعيات غير الحكومية وكذلك الخيرية، التي لعبت دوراً مهماً في دعم وتطوير القطاعات الاجتماعية والاقتصادية والصحية والنفسية…
وقد استفاد منها الكثير من العوائل والأفراد في شتى المجالات، وفكرنا في الجامعات لنقوم بمساعدتهم، ونكون “ايد بايد” بغية تحقيق الأهداف التي يطمحون لها، وهدفنا إنساني في الدرجة الأولى.
وأضاف العظمة: من خلال دراسة الواقع، وجدنا أن تلك الجمعيات بحاجة ماسة للدعم في العنصر البشري، وهو العنصر الأهم والمحور الرئيس لعمل المنظمات، وكجامعات ليكون دورنا في تطويره وتأهيله، ليقدم أداء أفضل وأكثر فاعلية، مشيراً إلى أنه في الجامعات الأوروبية يتم تدريس مناهج خاصة في الجمعيات غير الحكومية، في مرحلة الإجازة الجامعية والماجستير وبشكل مستقل، بينما في جامعاتنا والجامعات العربية لا نجد أي جامعات متخصصة في هذا المجال.
وتابع .. من هنا جاءت فكرة مشروعنا، والتي تتلخص بجانبين، الأول منهما تطوير برنامج في الجامعات لطلاب الجامعات الشريكة السورية واللبنانية، بالتنسيق مع الجامعات الأوروبية، لتأهيل طلابنا وتدريسهم أكاديمياً في مجال إدارة الجمعيات غير الربحية، لرفد سوق العمل بخريجين مؤهلين أكاديمياً، وتالياً يعرف الخريج كيف يتعامل ويشتغل في أعلى كفاءة ممكنة ضمن المنظمات غير الحكومية.
أما الجانب الثاني – وفق العظمة – فهو شق تدريبي، فإضافة للعاملين في تلك الجمعيات الذين لديهم خبرة واسعة في مجال العمل الإغاثي والطوعي، وجوانب الحياة الاجتماعية والاقتصادية، ونقدر لهم خبرتهم سنحاول الاستفادة من تجارب وخبرات الجامعات الأوروبية أيضاً، والمنظمات غير الربحية الأوروبية، ليكون هناك دورات تدريبية للعاملين في جميع المستويات الإدارية والتنفيذية، وبشكل نؤمن لهم المواضيع التي هم بحاجة لها، ليكون عملهم أكثر فعالية.
ونحن كجامعات ليس لدينا دراية بتفاصيل عملهم، ولذلك عملنا في بداية المشروع على تحليل الحاجة وتحليل الواقع، وبناء عليه قمنا بتوزيع استبيانات وإجراء مقابلات مع ممثلين من الطلبة والأكاديميين في الجامعات، والعاملين في جميع المستويات بالجمعيات غير الحكومية، وطلبنا منهم تحديد الاحتياجات التدريبية والأكاديمية.
وبعد الدراسة عملنا على تحليل النتائج بشكل علمي لنصل إلى احتياجات تلك المنظمات غير الحكومية، بغية تصميم ووضع استراتيجية ضمن هذا المشروع بالشراكة بين الجامعات السورية واللبنانية والأوروبية، فكانت هناك طاولة مستديرة ضمت ممثلين عن الجامعات السورية الشريكة ( جامعة دمشق – الجامعة الدولية للعلوم والتكنولوجيا – الجامعة العربية الدولية – جامعة الشام – جمعية الرشيد – بصفتها شريكاً عن المنظمات غير الحكومية) كما وجهت الدعوة للأكاديميين في الجامعات السورية، ولممثلين عن الجمعيات غير الحكومية الذين كانوا معنا في تحديد الحاجات، وعرضنا عليهم نتائج الاستبيانات والمقابلات التي تم إجراؤها، وقمنا بوضع خطة العمل ليكونوا معنا شركاء خلال عمر المشروع الذي يستمر ثلاث سنوات، لنبدأ عملية التدريب والتصميم الناجح.
وحول منعكسات ذلك على الجامعات أضاف العظمة: الجامعات هي عقل الأمة، والبرامج التي تقدمها للطلاب الهدف منها عند تخرجهم أن يكونوا مؤهلين، ولديهم رصيد معرفي في خدمة المجتمع، وتالياً يمارسون أعمالهم في أعلى فعالية، وهذا سينعكس إيجاباً على أداء تلك المنظمات والجمعيات من خلال هذا العنصر البشري المؤهل، ليكون جزءاً منها في السنوات القادمة.
أما على صعيد التدريب فسيكون الانعكاس فورياً، لأن العنصر البشري قد اكتسب المزيد من الخبرة، والمهارات الجديدة وطور مهارات كانت لديه ستساهم في تحسين الفعالية لديه، وطريقة إدارة تلك المنظمات.
وعن آليات التعاون مع الجامعات الأخرى قال العظمة:
المشروع قائم على الشراكة، وفريق ممثلي الجامعات السورية واللبنانية يعمل بشكل منسق ودائم، وهناك اجتماعات دورية تتم افتراضياً بسبب جائحة كورونا، أما على صعيد ممثلي الجامعات السورية فيتم ذلك من خلال لقاءات دورية في رحاب كلية الاقتصاد بجامعة دمشق، لمتابعة العمل وخطواته ومعرفة ما تم إنجازه والخطط المستقبلية، وستبدأ المخرجات في الظهور قريباً بعد إنجاز مرحلة تحليل الحاجات، والآن نحن في صدد تنفيذ البرامج التدريبية، وقد وجهت الدعوة للشركاء جميعاً لتلقي التدريب، ووضعت العناوين الرئيسة والبرامج لتكون جزءاً من المناهج الدراسية في الجامعات بعد الحصول على الموافقات المطلوبة.
وتتلخص هذه العناوين في كيفية الحصول عل التمويل من قبل الجمعيات الخيرية بشكل أساسي، والإدارة الاستراتيجية ومواد علمية تعطى للطلاب والعاملين في تلك المنظمات بما له علاقة في إدارة المشاريع والموارد البشرية وخاصة الطوعية، والباب مفتوح لأي منظمة غير حكومية للتدريب معنا، والذي سيكون افتراضياً، وتمويل المشروع يلقى دعماً كاملاً من الأوروبيين لوجستياً وفنياً وعلمياً، وسيكون لذلك دور كبير في تطوير المهارات والخبرات للعاملين في تلك الجمعيات.