أكد مقال نشره موقع “نيو إيسترن آوت لوك” أن السياسة الخارجية للولايات المتحدة مستمرة في الاتجاه نفسه، وأن العداء الأمريكي على المسرح العالمي آخذ في التوسع.
وأشار المقال إلى أن معالم سياسة الرئيس الأمريكي جو بايدن تجاه المسائل الدولية تبلورت في أول خطاب له بشأن السياسة الخارجية منذ توليه منصبه، والذي أكد خلاله أن أمريكا قد انحرفت بعيداً تحت حكم سلفه دونالد ترامب، قائلاً: “أمريكا عادت، عادت الدبلوماسية إلى قلب سياستنا الخارجية”.
ورأى المقال أن كلمة “العودة” التي استخدمها بايدن تفرض أن الولايات المتحدة ستعود إلى سياساتها المتبعة في ظل إدارة الرئيس الأسبق باراك أوباما التي شغل بايدن فيها منصب نائب الرئيس.
وأشار المقال إلى أن الأمريكيين انتخبوا أوباما على أمل أن ينهي حروب سلفه جورج بوش الابن، لكن أوباما لم يفشل فقط في إنهاء تلك الحروب، واحدة في العراق والأخرى في أفغانستان، بل بدأ العديد من الحروب الجديدة بما في ذلك على ليبيا وسورية واليمن.
وقال المقال: تحت إدارة أوباما- بايدن، أطاحت الولايات المتحدة أيضاً بحكومة أوكرانيا في عام 2014، ما أدى إلى اندلاع أعمال عنف مميتة في المنطقة الشرقية من البلاد، كما واصل أوباما أيضاً سياسات عهد سلفه الرامية إلى الإطاحة بحكومة فنزويلا وأعاد توجيه سياسة بلاده الخارجية نحو آسيا فيما يسمى “محور آسيا” والذي تم بموجبها توسيع التدخل الأمريكي هناك في محاولة لإبعاد دول جنوب شرق آسيا عن الفلك الصيني أو محاولة إنشاء قوس من الفوضى لتعطيل صعود الصين..
في خطاب السياسة الخارجية الأخير لبايدن، تعهد بمواصلة كل هذا!
وأضاف المقال: من ناحية أخرى، قد تبدو ملاحظات بايدن حول اليمن ورغبته في إنهاء الحرب، إيجابية للوهلة الأولى، ولكن عند التمحيص والتدقيق نجد أن احتمالات “السلام” ضئيلة للغاية، فمن حيث الظاهر، بدا أن بايدن يسعى إلى السلام عندما تحدث عن ضرورة إنهاء الحرب، وكذا كل الدعم الأمريكي للعمليات العسكرية التي تشن على اليمن بما في ذلك مبيعات الأسلحة ذات الصلة، لكن الولايات المتحدة ستواصل بالتأكيد بيع أسلحة للنظام السعودي، بشكل مباشر أو غير مباشر، وهي حقيقة ستواصل تمكين العدوان السعودي على حد سواء ضد اليمن وفي جميع أنحاء المنطقة.
وأكد المقال أن رغبة بايدن بـ”التفاوض” لتسوية الحرب على اليمن تؤكد أن تلك الرغبة مشروطة بل ومن المحتمل أن تتضمن ضرورة قيام حكومة تختارها واشنطن لتجد طريقها إلى السلطة في اليمن، لا ننسى أن بايدن كان نائباً للرئيس عندما بدأت هذه الحرب بالوكالة على اليمن بدعم من الولايات المتحدة في المقام الأول ولغرض وحيد هو تنصيب نظام صديق للغرب في اليمن.