لا يدخر رئيس النظام التركي رجب أردوغان جهداً من أجل تنفيذ سياسته وتحقيق أحلامه التوسعية، بداية من سورية والعراق ووصولاً إلى ليبيا، ويبرز الوجود التركي التخريبي بوضوح للعيان في كل تلك الأزمات، فإن لم يرسل أردوغان قواته إلى المناطق الساخنة، فأمواله وأسلحته وإرهابيوه والمرتزقة سيكونون حاضرين بقوة.
في هذا السياق يواصل أردوغان عملياته الاستفزازية في الشرق الأوسط وما التدخل العسكري شمال العراق والذي أطلق عليه مسمى “مخلب النسر 2″، إلا واحد من مغامراته في المنطقة بمزاعم “محاربة الإرهاب”، حيث أصبح الوجود العسكري التركي في شمالي العراق مصدر قلق للعراقيين الذين يعتبرون التدخل العسكري هناك مجرد غطاء للأطماع التركية التوسعية.
واحتجاجاً على العدوان التركي الأخير خرجت الأسبوع الماضي أول تظاهرة في العاصمة العراقية بغداد، واتجهت صوب مقر سفارة أردوغان رفضاً لانتهاكات أنقرة المستمرة للسيادة العراقية.
هذا وقد دأبت أنقرة على شن اعتداءات عبر الحدود في شمال العراق، تكثفت في السنوات الأخيرة، بحجة توجيه ضربات لمسلحين يعتبرهم أردوغان إرهابيين، غير أن توجس العراقيين بدأ في التزايد مع تصريحات أنقرة عزمها زيادة عدد قواعدها العسكرية الموجودة في العراق، فضلاً عن احتفاظها بأكثر من 10 قواعد مؤقتة موجودة بالفعل شمال العراق.
وعبّر نواب في البرلمان العراقي عن قلقهم من التدخل العسكري التركي، بذريعة “محاربة الإرهاب”.
ويرى مراقبون أن هناك مخططاً تركياً كان يستهدف منطقة سنجار، لكن هذا المخطط فشل والتوغلات العسكرية التركية ليست سوى أحد الملفات التي تثير غضب العراقيين، فضلاً عن مسألة السدود التي تشيدها أنقرة على نهري دجلة والفرات، وهو ما أدى عملياً إلى جفاف الكثير من الأراضي العراقية وفقدان مزارعين لأراضيهم.
يحاول أردوغان استغلال الوضع القائم في العراق، وإيجاد موطئ قدم له، من أجل ضم مدينة الموصل أو أجزاء منها، المدينة التي تفتح شهية أردوغان لإرثه العثماني، والتحكم بموارد المياه، كما يسعى أيضاً لإعادة إحياء تنظيم “داعش” الإرهابي في العراق، الأمر الذي سيحقق لأنقرة ما تسعى له من نفوذ ومبرر بالتدخل في هذا البلد؛ فورقة “داعش” لا تحتاج لجهد كبير، حيث سبق لهذا التنظيم الإرهابي التواجد والسيطرة على الموصل والمناطق الغربية من العراق، كما أن لدى أنقرة أدواتها، التي تحرك هذا التنظيم وغيره من التنظيمات المتطرفة كتنظيم “الأخوان المسلمين”.