لحوم بلا مواصفات.. والرقابة الصحية: مسموحة لكن بشروط
لأنها من أكثر المواد الغذائية المعرضة للغشّ و التلاعب بمكوناتها تشكل اللحوم بمختلف أنواعها هاجساً لدى المستهلك, وخاصة تلك التي تمتلئ الأسواق بها ويباع بعضها خارج المحلات وعلى «البسطات», بلا بطاقة تعريفية تبين مصدرها, وهذا ما يلاحظه الكثيرون في الأسواق ذات الطابع الشعبي.
«تشرين» وخلال جولتها على بعض أسواق دمشق كسوق باب سريجة, وشارع الملك فيصل وغيره لاحظت وجود لحوم مغلّفة ومعبأة, بلا أيّ مواصفات توضح ماهيتها، يتراوح سعر الكيلو الواحد منها ما بين 5000 إلى 6000 ليرة من دون حفظها في برادات حفظ اللحوم ولدى سؤال البائع يقول إنها لحم غنم!, فكيف يكون ذلك؟.. وكلنا يعلم أن سعر الكيلو من لحم الغنم يفوق 20000 ليرة، والمسوفة أكثر من 12000 ليرة, بينما يذكر البعض أنها لحوم ديك رومي حيث أوضح رئيس جمعية اللحامين إدموند قطيش في تصريحه لـ«تشرين» أنه لا يوجد حالياً في الأسواق أي لحوم للديك الرومي, وإنما الذي يباع هو لحوم الدجاج المنسق المعروف بالدجاج البياض الذي يعيش نحو 18 شهراً، و تتخلى عنه المداجن بعد ذلك لاستهلاكه الأعلاف أكثر مما ينتج و يبيض، وتصبح تكلفة تربيته كبيرة, فيتم تنسيقه ويباع في الأسواق حياً أو بعد ذبحه في المسالخ بأشكال متعددة كالقطع أو يطحن ناعماً «كباب» لسهولة التعامل معه, ويميل لونه للأحمر لذلك لا يمكن تمييزه عن لحم الديك الرومي, ويلجأ البعض لبيعه مفروماً وغشه وخلطه مع لحوم أخرى.
وأشار قطيش إلى أن لحم الدجاج المنسق صالح للاستهلاك 100٪ إذا تم التعامل معه بالذبح السليم و التبريد, وهو أطيب من الفروج العادي إنما يحتاج وقتاً أطول في الطبخ للاستواء.
بدوره، أكد معاون مدير الشؤون الصحية في دمشق الدكتور عصام سلمان في تصريحه لـ«تشرين» أن المسموح والممنوع في تداول واستهلاك اللحوم بكل أشكالها واضح للبائع والمستهلك, ولا مشكلة بالنسبة لهم مادام اللحم صالحاً للاستهلاك, وليس تالفاً أو تنبعث منه رائحة غير عادية.
وشدّد سلمان على وجوب التزام البائع بالقواعد الصحية لبيع اللحوم كأن يلتزم بمكان البيع المتخصص، إذ إنّ بائع لحم الغنم يبيع لحم الغنم وبائع لحوم الدجاج يبيع لحم الدجاج, وهكذا مع استيفاء الشروط الصحية كاملة من ناحية الحفظ والتبريد وطريقة العرض وعدم كشفه وتعرضه للهواء والغبار والتلوّث.
وأضاف أنّ لحم الدجاج البياض لا مانع من بيعه و استهلاكه إذا جرى إعداده بشكل سليم وممنوع بيعه على أنّه لحم غنم أو خلطه بلحوم أخرى, واللحم الذي لا بطاقة تعريف عليه لا مشكلة فيه إن صرح البائع عن نوعه ومصدره كان مغلفاً بطريقة نظامية.
ونوّه بأنّ أسواقنا متابعة ومراقبة صحياً بشكل جيد ونقوم بجولات رقابية دائمة لمراقبة الواقع الصحي, وأخذ عينات وفحصها للتأكد من سلامتها.
مؤكداً وجود مراقبين في الأسواق مهمتهم متابعة توافر الشروط الصحية في المحلات, وكل مخالف للتعليمات ينظم بحقه الضبط اللازم بعقوبات تتراوح مابين غرامات مادية وإنذارات وإغلاق لحين تعديل الشروط الصحية, لتبقى أي مادة غذائية بشكل عام آمنة و صالحة للاستهلاك.