ارتفاع ملحوظ في أعداد المتطرفين في أوروبا

تعمل حكومة رئيس النظام التركي رجب أردوغان لبناء جسور اقتصادية واجتماعية ودينية مع الأحزاب الأوروبية التي تعتبرها متوائمة سياسياً مع توجهاتها، وأردوغان لم يخف نياته وقال ذلك صراحة، مؤكداً أنه “ما من عيب على الإطلاق في دعم الأحزاب السياسية في دول البلقان والدول الأوروبية الأخرى التي تتشارك عقيدة مماثلة مع حزب العدالة والتنمية الإسلامي الذي يترأسه”.

وتسيطر تيارات الإسلام السياسي في عواصم أوروبا على المنظمات الإغاثية والمنظمات والجمعيات والمراكز الإسلامية كذلك المساجد التابعة لها بهدف جذب عناصر جدد تمكنهم من بسط النفوذ داخل المجتمعات الأوروبية، حيث تغلغلت أنشطة تيارات الإسلام السياسي ولاسيما تنظيم “الإخوان المسلمين” داخل المجتمعات الأوروبية وتنوعت أساليبها ووسائل عملها لبسط نفوذها.

ولكن الدول الأوروبية وبعد الهجمات الإرهابية التي هزت فرنسا والنمسا وألمانيا قامت باتخاذ العديد من الإجراءات والتدابير للتصدي لهذه التيارات، وفي مقدمتها تنظيم “الإخوان المسلمين”.

وتعمل التنظيمات الإرهابية وفق أساليب ممنهجة كالتجنيد والاستقطاب ومن ثم ترحيل المجندين إلى وجهتهم، كما تعمد إلى نسج شبكات إرهابية داخل السجون الأوروبية حيث تبيّن أن الإرهابيين يستطيعون نسج شبكة علاقات مع نزلاء آخرين ودفعهم إلى التطرف، في أثناء قضائهم محكومياتهم في سجون تخضع لحراسة مشدّدة، بسبب عدم اتخاذ إداراتها إجراءات لمواجهة هذه الظاهرة.

ووفقاً لتقرير نشرته صحيفة “بيلد أم زونتاغ” الألمانية، شهد عدد النساء المنتميات للتيارات المتطرفة في ألمانيا ارتفاعاً من (1356) في عام 2018 إلى (1580) في عام 2019، وارتفع العدد الإجمالي للمتطرفين في ألمانيا بمقدار (850) ليصل إلى (12500) شخص.

ولا تزال إحصائيات المتطرفين والمدرجين على قوائم التطرف في فرنسا تزعج السلطات والبرلمان هناك، حيث ذكر موقع “يورونيوز” في 9 حزيران 2020 إحصاء (40) ألفاً في فرنسا ينتمون إلى تيارات متطرفة، بالإضافة إلى (8132) مدرجين على قائمة التطرف وفقاً لتقديرات الأجهزة الأمنية الفرنسية..

وتعد الإجراءات الاستباقية تجاه الجماعات المتطرفة والجهادية داخل أوروبا سبباً رئيسياً في تراجع أنشطة هذه التيارات داخل أوروبا، ولكن بالرغم من هذا فهناك ارتفاع ملحوظ في أعداد المتطرفين، وحسب التقارير الصادرة من أجهزة استخباراتية في أوروبا فإن مخاطر الإسلام السياسي أشد من الجماعات المتطرفة على أوروبا، لأن الأول يتخفى خلف واجهات جمعيات ومراكز ومساجد وخطاب يتسم بالازدواجية..

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار