توزيع «الحطب» مجاناً على العائلات الفقيرة في القلمون
تناقلت الأوساط الاجتماعية في منطقة القلمون بريف دمشق أخبار المبادرة التي أطلقها المجتمع المحلي في ديرعطية بالتعاون مع أصحاب الأيادي البيضاء والعائلات الميسورة التي سارعت لتقديم يد العون والمساعدة للأسر الفقيرة والمتعففة من خلال توزيع مادة (حطب التدفئة) مجاناً، خصوصاً في ظل الأجواء شديدة البرودة والظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد، ليؤكدوا في كل مرة أن سورية بلد الخير والتآخي والتعاضد والتكافل الاجتماعي.
ويقول منسق المبادرة إبراهيم عاصي في تصريح لــ “تشرين”: إن مبادرة تقديم مادة الحطب للأسر المتعففة في القلمون على الرغم من بساطتها وعفويتها، إلا أنها استطاعت تقديم المساعدة لأكبر عدد ممكن من العائلات في مدينة ديرعطية وقرى القلمون بجهود أصحاب الخير.
وأكد عاصي أنه ليس بالجديد على المجتمع المحلي في ديرعطية وأصحاب الأيادي البيضاء فيها أن يفزعوا لدعم الأسر المحتاجة والمتعففة، فقد عرفوا دوماً بتقديم المساعدات للمحتاجين ممن تداعت ظروفهم الاقتصادية وأحوالهم المادية، مشيراً إلى أن هذا النهج الخيري جعل منطقة القلمون واحدة من أبرز المناطق السورية في مجال العمل الخيري والإنساني.
وناشد عاصي، ومن خلال فيديو بثه على صفحته الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي الذي تفاعل معه العديد من متابعيه في سورية وخارجها، أصحاب الخير إلى دعم المبادرة وتقديم ما يستطيعون للعائلات الفقيرة المحتاجة.
فيما دعا مختار ديرعطية يوسف عبدو إلى ضرورة التعاون والتنسيق مع الجهات والمبادرات المجتمعية الخيرية الأخرى وكل الدوائر والمؤسسات في منطقة القلمون للتخفيف عن الأسر المتعففة وتمكينهم من العيش الكريم، من خلال توفير الاحتياجات الضرورية لهم وبذل المزيد من الجهود وطرح الأفكار والمقترحات الجديدة، وتبني المشاريع الخدمية المجتمعية الخيرية التي تدعم الفئات المستفيدة وتعزز الشراكة المجتمعية مع الجمعيات والمبادرات الخيرية.
وعدّ الشيخ أحمد الحمصي خطيب جامع القاسم في ديرعطية أن جبر خواطر الفقراء والأسر المتعففة تصرف وسلوك راقٍ وسامٍ، وأشار إلى أن أكثر من يحتاجون إلى جبر الخواطر في ظل هذا الوباء المتربص بنا و الغلاء الفاحش الذي ينهش ما في جيوبنا هم الفقراء والمساكين والضعفاء والمهجرون والنازحون والمعوزون الذين يحتاجون الستر والكساء وقضاء الحاجيات، واليتامى والأرامل وأهل الحياء والمستورون، وذلك لضعفهم وقلة حيلتهم ، وأوضح أن جبر الخواطر ديانة وطاعة وخلق كريم وسجية تدل على سمو نفس صاحبها ورجاحة عقله وسلامة صدره وحسن إسلامه وقوة إيمانه.
يقول محمد تابك باكير (صاحب ورشة حطب) : إثر ارتفاع أسعار المحروقات في السوق السوداء وعدم توفرها بالأسعار النظامية لجأ أهالي القلمون لاستخدام الحطب بديلاً، و الطلب على الحطب لا يقتصر على الفقراء بل يتعداه إلى العديد من ميسوري الحال الذين تستهويهم مدفأة الحطب التراثية لافتاً إلى أن أسعار الفحم والحطب ارتفعت إلى أرقام قياسية غير مسبوقة منوهاً بأن تخفيض سعر كيلوغرام الحطب للمبادرات والتبرعات الخيرية كان بقصد التخفيف عن الأسر الفقيرة وقد تم تجهيز ما يقارب 30 طناً ليصار إلى توزيعها على الأسر المتعففة .