أقرت لجنة سودانية عليا مقترحاً من فريق مفاوضات سد النهضة بتحويل آلية المفاوضات الحالية لمسار رباعي يُمثَّل فيه الاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.
كما شددت اللجنة على رفض توجه إثيوبيا لتنفيذ الملء الثاني لبحيرة السد قبل التوصل لآلية تنسيق مشتركة بين البلدين.
هذا وقد فشلت جولات التفاوض المستمرة منذ سنوات في توصل السودان ومصر وإثيوبيا إلى اتفاق بشأن ملء وتشغيل سد النهضة، حيث لا تزال هناك خلافات فنية وقانونية بين الدول الثلاث.
وقالت وكالة السودان للأنباء: “إن رئيس الجهاز الفني بوزارة الري ومديري إدارات المياه والزراعة بالخرطوم وبعض الولايات، عقدوا اجتماعاً، للوقوف على تداعيات الملء الثاني لسد النهضة بشكل آحادي”.
وتضررت العاصمة الخرطوم من عملية الملء الأول لسد النهضة البالغة 4.5 مليارات متر مكعب، بتوقف بعض محطات مياه الشرب.
وبدا أن السودان بات غير مقتنع بجدوى الحل الإفريقي منفرداً، حيث ينص مقترحه الجديد على أن تلعب الأطراف الأربعة دور الوسيط والمسهل في المفاوضات بدلاً من الاكتفاء بدور المراقبين.
ويقول السودان: إن إعلان إثيوبيا عزمها ملء بحيرة السد العملاق الثانية، سيتضرر منه 20 مليون مواطن يقطنون على ضفاف النيل الأزرق، معلناً رفضه لهذا الإجراء.
وأعلنت إثيوبيا مؤخراً عزمها البدء في الملء الثاني لبحيرة السد، في تموز المقبل، لكن الحكومة السودانية أكدت رفضها الخطوة معتبرة أن ذلك يشكل تهديداً مباشراً لسد الروصيرص وبالتالي على منظومات الري وتوليد الكهرباء ومحطات مياه الشرب على طول النيل الأزرق والنيل الرئيسي، الأمر الذي يشكل تهديدا للأمن القومي السوداني.
من جهته زعم المتحدث باسم الخارجية الإثيوبية دينا مفتي، أن “مخاوف السودان حول سد النهضة وسلامته تعد ذريعة لإخفاء دوافعه الحقيقية”.
كما زعم مفتي إلى أن ذلك يمثل “وقوفاً ضد مصالح السودانيين” الذين ينتظرون جني ثمار بناء سد النهضة الإثيوبي، حسبما ذكرت شبكة “فان بي سي” الإثيوبية، التي أشارت إلى أن تصريحات المتحدث باسم الخارجية السودانية جاءت خلال مؤتمر صحفي افتراضي حضرته مجموعة من الإعلاميين المحليين والدوليين العاملين في جنوب السودان لمناقشة عدد من القضايا أبرزها التوترات بين إثيوبيا والسودان بسبب النزاع على مناطق حدودية بين البلدين.
وتشهد إثيوبيا أزمات داخلية تشمل التوترات التي شهدها إقليم بني شنقول جومز غربي البلاد، وأزمة إقليم تيغراي، إضافة إلى أزمات خارجية أبرزها يتعلق بالعلاقات السودانية- الإثيوبية التي تشهد توتراً على خلفية هجمات مسلحة على حدود البلدين تقول الخرطوم إنها “نفذت من ميليشيات إثيوبية مسنودة بقوات رسمية على أراض سودانية”.