دعوة لتشكيل غرف اتصال مع مربي الثروة الحيوانية
أدت صدمة ارتفاع أسعار المواد الغذائية بشكل عام، وسلع قمة الهرم الغذائي بشكل خاص (الحليب ومشتقاته من ألبان واجبان– لحوم حمراء وبيضاء- بيض- أسماك) إلى إرباك المستهلكين وخاصة ذوي الدخل المحدود، واحتدام الجدل بين الأطراف المعنية بسلة غذاء المواطن إنتاجاً وتوزيعاً، في ظل مؤشرات تؤكد استمرار اتجاه أسعار معظم السلع الغذائية نحو التصاعد بسبب ارتفاع تكاليف الإنتاج للكثير من السلع، هذا ما أوضحه المهندس عبد الرحمن قرنفلة الباحث والخبير في شؤون الإنتاج الحيواني, مضيفاً: بعض عوامل الغموض في جانبي العرض والطلب مازالت تهدد الأسواق المحلية، حيث تتفاعل عوامل متعددة وظروف محلية ودولية للإبقاء على الأسعار المحلية مرتفعة, في الوقت الذي لا يزال ارتفاع أسعار الأعلاف يبعث على القلق في قطاع إنتاج البروتين الحيواني، والمنعكس السلبي لذلك الارتفاع على طرفي معادلة الإنتاج والاستهلاك وعلى حلقات التسويق الوسيطة بينهما. حيث يلاحظ بدء ظهور أزمة تهدد أصول الإنتاج الحيواني تمثلت بالتضحية بإناث الحيوانات المنتجة، بفعل العجز عن تأمين حاجتها من الأعلاف، ما يلحق خسائر بالمربين تدفعهم للتخلي عن قطعانهم والتحول نحو مصدر رزق آخر، وفي نفس الوقت يبدو جلياً انخفاض حجم الطلب على بعض السلع الغذائية بفعل تغير أنماط الاستهلاك والاستغناء عن سلع المنتجات الحيوانية أو الحد من استهلاكها.
وأكد قرنفلة ضرورة إعادة تفعيل دور صندوق تداول الأعلاف في تأمين قروض ميسرة لتمويل شراء الأعلاف لمربي الثروة الحيوانية وتشجيع العاملين في مجال توريد الأعلاف من القطاع الخاص للتعاون مع مؤسسات وجهات القطاع العام للإسراع بتأمين حاجة القطر من المواد العلفية بشكل عاجل وتوفير تلك المواد بأسعار مدعومة لفترات زمنية قصيرة على الأقل للمساهمة بوقف تدهور القطعان الحيوانية التي تتعرض لاستنزاف حاد خلال الأزمة الراهنة، كذلك من المرجح قيام إدارة الإرشاد الزراعي في وزارة الزراعة بتكثيف بث برامج تلفزيونية تعليمية لإرشاد مربي الثروة الحيوانية إلى طرائق تحسين استخدام المخلفات الزراعية في تغذية الحيوان وطرق الوقاية من الأمراض التي تؤدي إلى خفض مستويات الإنتاج، والمرجو من المنظمات الشعبية المعنية بالشأن الزراعي من اتحاد فلاحين واتحاد غرف زراعة القيام بتحرك فعال لإرشاد المنتجين إلى طرق أكثر نجاعة في خفض تكاليف الإنتاج ورفع مردود الوحدة الحيوانية والحد من تكاليف العلاجات البيطرية وذلك من خلال إنشاء غرف أزمة تضم مجموعات منتخبة من الفنيين الزراعيين المختصين بتغذية ورعاية وصحة الحيوان وفتح قنوات اتصال مباشرة مختلفة بين تلك الغرف والمنتجين سواء عبر وسائل الإعلام كالتلفزيون والراديو أو وسائل الاتصال المختلفة كالهواتف المحمولة وخدمات الرسائل النصية القصيرة لمعالجة مسببات ارتفاع تكاليف الإنتاج والمساهمة في خفضها؛ وكذلك السعي نحو منح مكافآت تشجيعية للمنتجين الذين يحققون مستويات إنتاجية أعلى، والتعريف بهم لتشجيع مبادرات تبادل الخبرات بين المربين أنفسهم.
وناشد قرنفلة كافة مربي الثروة الحيوانية الحفاظ على قطعانهم وتعزيز استخدام المخلفات الزراعية والأعلاف الخضراء في تغذيتها لخفض تكاليف الإنتاج وإن كان هذا التوجه يحمل بين طياته بعض الانخفاض المؤقت لمستويات الإنتاج.
كما ناشد العاملين في القنوات التسويقية والتصنيعية المختلفة الحد من هوامش أرباحهم خلال الفترة الراهنة لضمان استمرار العملية الإنتاجية وإيصال المنتجات إلى المستهلكين بأسعار مقبولة.