إدارة بايدن وازدواجية سياسته تجاه الصين

 

تقرير إخباري:

لطالما كانت سياسة الولايات المتحدة وعلاقتها مع الصين وعرة، وتجلى هذا بوضوح خلال فترة رئاسة ترامب، رغم ذلك لن تتوانى الولايات المتحدة عن محاولاتها لاحتواء للصين أيضاً، ما يخلق حالة يتعايش فيها الاتصال والاحتواء والمنافسة والتعاون والمناكفة بالتوازي.

في الثالث من شباط الجاري سئل المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس ضمن اجتماع دوري عما إذا كانت إدارة الرئيس جو بايدن تدعم سياسة “الصين الواحدة”، قال: “نعم.. سياستنا لم تتغير ونحن بالطبع نسترشد بسياسة صين واحدة”.

لكن ومع ذلك تستمر إدارة بايدن في الاقتراب من الخطوط الحمراء منذ توليها مقاليد الحكم في البيت الأبيض.

وفي أول خطاب له عن السياسة الخارجية ألقاه في الرابع من الجاري أيضاً، أعلن بايدن أن الصين هي “أخطر منافس لأمريكا” وأن بلاده “مستعدة للعمل مع بكين عندما يكون ذلك في مصلحة أمريكا”.

وزير الخارجية الأمريكي أنتوني لينكن صرّح في وقت سابق لتسلّمه منصبه رسمياً، بأن الصين تشكّل أكبر تحد أمام الولايات المتحدة أكثر من أي دولة أخرى، معتبراً أنه على الولايات المتحدة “أن تبدأ التقارب مع الصين من مبدأ قوة وليس من مبدأ ضعف”، مشيراً إلى أن جزءاً من تلك القوة “هو في العمل مع الحلفاء والمشاركة مع المؤسسات الدولية”..

الإدارة الأمريكية الجديدة تواصل عمل سابقتها في الاستمرار بنهج الاستفزاز للصين، فالوضع في مضيق تايوان يبدو أنه يزداد سخونة مرة أخرى، حيث تبحر حاملة الطائرات الأمريكية “يو إس إس ثيودور روزفلت” باتجاه بحر الصين الجنوبي عبر قناة باشي.

التحركات الأخيرة من الولايات المتحدة تشير إلى ازدواجية واضحة، فهي تطلق إشارات وتصريحات “حسن نية” لإعادة بناء الثقة المتبادلة مع الصين ومواصلة العمل معاً في المجالات ذات الاهتمام المشترك مثل تغير المناخ، لكنها من ناحية أخرى ترسل القطع العسكرية إلى المنطقة الصينية، كما تستأنف اللعب فيما يسمى بـ”ورقة تايوان” الحساسة بالنسبة للصين، ما يشكل ازدواجية واضحة في التعاطي مع الصين.

هذه الازدواجية عبرت عنها بوضوح المتحدثة باسم البيت الأبيض جين بساكي بقولها: “إن الولايات المتحدة في منافسة جادة مع الصين وإن الرئيس بايدن يريد التعامل مع العلاقات مع بكين بالصبر، فيما صرح المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس بقوله: “إن إدارة بايدن تريد أن تكون متماسكة مع الحلفاء والشركاء ومن ثم ستتعامل مع الصين، وإن تحالفاتنا وشراكاتنا عالمياً، وهذا يشمل علاقتنا مع بكين، فقد كانت العلاقات بين واشنطن وبكين خلال إدارة ترامب السابقة متوترة في كثير من الأحيان، مع اشتباكات حول قضايا تتعلق بالتجارة والتكنولوجيا والأمن الإقليمي وحقوق الإنسان.

لكن برايس بوصفه العلاقة الحالية بين الولايات المتحدة وبكين “بأنها علاقة ينظر إليها من خلال عدسة المنافسة”، يعيدنا إلى المربع الأول التي أشارت إليه بساكي والذي هو استمرار لنهج ترامب بالتعاطي مع الصين.

العلاقة المستقبلية بين بكين وواشنطن ربما لن تكون وعرة مثل التي كانت خلال ولاية ترامب، لكن الولايات المتحدة لن تقدم إلى الآن ما يثبت أنها قد قطعت مع إرث ترامب..

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار