السهلُ أهونُ مسلكاً ..!

مرهج محمد:

البونُ بين القول والفعل معيارٌ لا يكذبُ أهلَهُ المدققون، فإن كان القولُ مطابقاً للفعل أو قريباً منه كان دليلاً على مصداقهِ ومجلبةً للثقة وتشجيعاً عملياً ناجعاً للمواكبة، وفي مجالات ومناحي القول يمكن أن نلحظ الكثير من أفانينهِ وضروبه، فمِن قائلٍ قولاً يحفظهُ ولا يعيه إلى قائلٍ قولاً حفظه ووعاه لغيره وأهمله لنفسه، وثمة من يقول متخيراً أجمل القول وأحسنه عاملاً به بهدي الأدب، وهؤلاء يكون قولهم مطابقاً لفعلهم بتيسير ملكات العقل والبصيرة، وفي ذلك ما لا يستوي مع الغفلة، وهو طريقٌ سهلٌ – وإن بدا صعباً وعراً – مدعاةُ لترويح النفس البشرية وإزاحة غمها وهمها وأدرانها.
وبين القول والفعل يُقْدِمُ العازمون على تجريب حظوظهم وخوض غمار آفاق العمل النقابي من زملائنا الكتاب في انتخابات أعضاء المكاتب الفرعية لدى اتحاد الكتّاب العرب في المحافظات – والقادمة قريباً – تباعاً بعد أن تمت وتشكلت هيئة المكتب التنفيذي على الصورة الجديدة لاتحاد الكتّاب العرب بدمشق والتي نرجو لها التوفيق بشكلٍ موضوعي وبنّاء ذي مصداقية مسؤولة واعية لِما يطمح إليه الشعراء والروائيون والقاصون والباحثون المنتسبون إلى جمعيات الاتحاد المختلفة، وعلى رأي بهاء الدين زهير الذي ربما كان لبُّ قصدِه في أبياته الرّائيّة اللاحقة على (ملحق الكامل) ، دعوةَ المرء إلى ترك ما لا يعنيه :
يا غافلاً عن نفسهِ أخذتهُ ألسنةُ الورى
السهلُ أهونُ مسلكاً فدعِ الطريقَ الأوعرا
واعلمْ بأنك ما تقلْ في الناسِ قالوا أكثرا
فاحفظْ لسانك تسترحْ فلقد كفى ما قد جرى
والواقع أنَّ من الناس من يرغب في شيءٍ ولا تتوفر له الظروف الموضوعية أو الأدوات والوسائل المساعدة، وهناك من لا يرغب فيه على الإطلاق، وثمة من تتوفر لديه الرغبة والقدرة معاً، وهناك من يقدر ولا يريد، أما بالنسبة لهذا الأمر بالتحديد، فهو مختلفٌ اختلافاً مفارقاً، ذلك أنَّ للأدب أبعاداً أوسع وأعمق بكثير مما يتصورهُ بعضهم فهو حاوٍ الآني والاستراتيجي في آن، وهو حاملٌ يجدد ويصون مجموع القيم الوطنية والإنسانية ويوائمها بميزان العقل, ولله درُّ الحسن بن هاني:
وإذا وصلتَ بعاقلٍ أملاً كانت نتيجةُ قولهِ فعلا.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار