ترجمة وتحرير: راشيل الذيب:
أكد مقال نشره موقع “رون بول إنستيتيوت” أن الحكومة الفيدرالية الأمريكية عازمة بشدة على التستر على أسرارها لحماية نفسها وليس حماية شعبها، بدليل أن أي شخص يشارك بنشر “نظريات المؤامرة” على الإنترنت, يواجه أقسى العقوبات.
ولفت المقال إلى أن محكمة دائرة واشنطن العاصمة, قضت بأن وكالة المخابرات المركزية ليست ملزمة بالامتثال للطلبات المقدمة بموجب قانون “حرية المعلومات” والمتعلقة بتورطها وتواطئها مع الميليشيات والتنظيمات الإرهابية في سورية، بما فيها “القاعدة”، كما أنها ألغت حكماً سابقاً لمحكمة أدنى لصالح مراسل إحدى الوسائل الإعلامية والذي يسعى للحصول على وثائق كهذه.
وأوضح المقال أن هذا الحكم يأتي على الرغم من حقيقة أن وسائل الإعلام الرئيسية كانت بصدد تقديم تقارير تغطي أنشطة وكالة المخابرات المركزية الأمريكية في سورية الممتدة لسنوات، وعلى الرغم أيضاً من أن الرئيس السابق, دونالد ترامب قام بالتحدث جهاراً عن هذه الأنشطة عبر “تغريدة” نشرها على موقع “تويتر”.
بعبارة أخرى، لن يُطلب من وكالة المخابرات المركزية الاعتراف بالأفعال والجرائم التي قامت بها، ناهيك عن كشف الوثائق المتعلقة بتلك الأفعال للصحافة وإخضاعها لمزيد من التدقيق، ما يؤكد أن الغالبية العظمى من المعلومات مصنفة لحماية الأمن السياسي، وليس الأمن القومي الأمريكي!
وقال المقال: لا شك أن وكالة المخابرات المركزية متورطة في الحرب على سورية، فهذه الوكالة لديها تاريخ موثق جيداً بالتورط بالأنشطة الخبيثة للغاية، وليس خفياً أن حكومة الولايات المتحدة الفيدرالية سعت منذ فترة طويلة لـ”إسقاط” الدولة السورية، مضيفاً: وبالنظر إلى ابتعاد الوكالة عن الشفافية ورفضها الوقح تزويد الجمهور بأي معلومات حول أفعالها، فستترك للرأي العام مهمة ملء الفجوات المعرفية بتكهناته الخاصة، لماذا لا يفعل ذلك ولماذا يفترض أن أفعال الـ”سي آي إيه”، ذات التاريخ المفعم بتنفيذ الانقلابات والاتجار بالمخدرات على سبيل المثال لا الحصر، كانت أفعالاً خيرية لمجرد أن الحقائق القاسية مخبأة خلف جدار من سرية الحكومة؟!
وتابع المقال: ومع ذلك، ليس من المستعبد أن يتعرض أي شخص يفضح جرائم “سي آي إيه” في سورية للهجوم من وسائل الإعلام الرئيسة والزعم بأنه “مُنظِّر مؤامرة” مجنون، خاصة عندما تتعارض أقواله مع الروايات الإعلامية.
وبيّن المقال أن الولايات المتحدة تدعي أنه لا يمكنها المشاركة في عملياتها العسكرية في جميع أنحاء العالم إذا لم تخفِ المعلومات المتعلقة بسلوكياتها، وهنا تكمن أهمية السرية بالنسبة للحكومة الفيدرالية الأمريكية، فلولا السرية ما كان لها أن تكسب الحروب وأن تبدأ تلك الحروب في المقام الأول، وما كان لها أن تكسب دعم الجمهور الأمريكي خاصة وبعض الدولي عامة.
وشدد المقال على أن للوكالات الحكومية الأمريكية تاريخاً طويلاً في استخدام الذرائع الكاذبة لبدء النزاعات العسكرية التي هناك حاجة ملحة إلى إخفائها عن الأمريكيين خاصة، الذين ما كانوا ليسمحوا لأبنائهم بالذهاب إلى فيتنام لو عرفوا أن حادث خليج تونكين كان محض كذبة، ولم يكونوا ليُرسلوا أبناءهم وبناتهم لغزو العراق لو عرفوا أن أسلحة الدمار الشامل هي محض كذب وخيال.