ترامب يفلت من تصويت “الشيوخ” على إدانته بالتسبب بأعمال العنف

تقرير إخباري :

برأ مجلس الشيوخ الأمريكي السبت الرئيس السابق دونالد ترامب من تهمة التحريض على الأحداث التي شهدها مبنى الكونغرس في 6 كانون الثاني؛ وصوت الشيوخ بأغلبية 57 صوتاً مقابل 43 لصالح البراءة، وهو ما يقل بعشرة أصوات عن العدد المطلوب للإدانة وهو 67 صوتاً، أي أغلبية الثلثين.

بعد هذه التبرئة توالت ردود الفعل داخل أمريكا، أبرزها من الرئيس جو بايدن الذي قال: إنه رغم تبرئة ترامب، فإن التهم الموجهة إليه ليست موضع خلاف وأن ذلك الاعتداء يُظهر أن “الديمقراطية هشة”؛ وأضاف: هذا الفصل المحزن ذكرنا بأنه يجب الدفاع عن “الديمقراطية” ويجب أن نكون على الدوام يقظين.

وكان الديمقراطيون يأملون في إدانة ترامب لتحميله مسؤولية ما حصل وأوقع خمسة قتلى بينهم شرطي وتهيئة المسرح السياسي لاقتراع يحرم الرئيس السابق من تقلد منصب عام مرة أخرى. وقالوا: “إن السماح لترامب بتقلد منصب عام مجدداً سيجعله لا يتردد في تشجيع العنف السياسي مرة أخرى”.

“الديمقراطية هشة” عبارة تختصر كل ما حدث وتفند كل المزاعم حول “الديمقراطية الأمريكية”، لكنها لم تقل كل الحقيقة، حيث لا تزال أحداث اقتحام مبنى الكونغرس تحظى بتعليقات وآراء عدد من كُتاب الرأي، حيث يرى كثيرون أن ترامب ساهم في إطلاق وحوش العنصرية والتطرف، ما يجعل بايدن أمام تحدٍ كبير وإلا “ستتأكد هشاشة الديمقراطية الأمريكية”.

وبينما رأى فريق آخر أن الولايات المتحدة “دخلت طور التفكك والانقسام”، وتحدث فريق ثالث عن أن أحداث اقتحام الكونغرس الأمريكي وحتى ما حصل في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، قد عرى الديمقراطية الأمريكية وأظهر وجهها الحقيقي، بأنه لا توجد ديمقراطية حقيقية حتى في دولة تدعي ذلك وتحاول نشر ديمقراطيتها في كل أنحاء العالم.

وأكد هذا الفريق أن كل ما رافق العملية الانتخابية مؤخراً يظهر هشاشة وفشل الديمقراطية الغربية التي تقوم على أسس غير ثابتة علاوة على أن ما حصل لا يحصل إلا في الدول الاستبدادية.

بعد المحاكمة، وصفت رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي التي استهدفت علانية من مثيري الشغب وتم إجلاؤها من مبنى الكابيتول في 6 كانون الثاني، أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين الذين صوتوا لصالح تبرئة ترامب بأنهم “جبناء”.

وقالت: إن “رفض الجمهوريين في مجلس الشيوخ تحميل ترامب مسؤولية إثارة تمرد عنيف للتشبث بالسلطة سيصبح واحداً من أحلك الأيام وأكثر الأعمال المخزية في تاريخ أمتنا”.

وكان ترامب غادر الحكم يوم 20 كانون الثاني، ودعا إلى تجمع في السادس من كانون الثاني قرب البيت الأبيض دعا فيه الحشود للخروج في مسيرة باتّجاه الكونغرس الذي كان يستعدّ للمصادقة على فوز بايدن؛ واقتحمت المجموعة بعدها الكابيتول فعطّلت جلسة المصادقة، وقتل خمسة أشخاص، بينهم شرطي وامرأة قضت بالرصاص خلال الاضطرابات.

ووجه زعيم الأقلية الجمهورية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل انتقادات لاذعة لترامب، خلال جلسة المحاكة، رغم التصويت على تبرئته، معتبراً أنه “مسؤول” عن اعتداء 6 كانون الثاني.

وقال عقب التصويت: “لا شك في أن الرئيس ترامب مسؤول عملياً وأخلاقياً عن إثارة أحداث ذلك اليوم”؛ وأضاف: “هؤلاء المجرمون كانوا يحملون راياته، يُعلقون أعلامه ويصرخون بالولاء له”.

ووصف ماكونيل تصرفات ترامب التي أدت إلى ذلك الاعتداء بأنها “تقصير مشين في أداء الواجب”. وذهب ماكونيل أبعد من ذلك، مشيراً إلى أنّ ترامب قد يواجه اتّهامات الآن بعد أن ترك منصبه.

من جهته رحب ترامب بتبرئته، معتبراً أن حركته السياسية “بدأت للتو”. وقال في بيان: إن “حركتنا التاريخية والوطنية والجميلة لجعل الولايات المتحدة عظيمة مجدداً بدأت لتوها”.

وأضاف: “في الأشهر المقبلة، لدي الكثير لأشاركه معكم، وأنا أتطلع إلى مواصلة رحلتنا الرائعة معاً لتحقيق العَظَمة الأمريكية لشعبنا بأكمله”.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار