كيف نحافظ على مستوى الحوار عبر«غروبات الواتس أب»؟؟
انتشرت في الآونة الأخيرة العديد من مجموعات «الواتس أب» المختلفة التسميات، والتي تتبع الأخبار واستلام الدعوات كنوع من زيادة التواصل العائلي، وجانب من صلة الأرحام المفقودة في يومنا هذا بسبب مشاغل الحياة, تقول هند: «الغروبات» التي يتم إنشاؤها سواء الخاصة بالعائلة أو العمل أو الأصدقاء، هي جزء أساسيّ من الحياة اليومية لكلّ فرد، ولا يمكننا إنكارها، خاصة مما تشهده هذه المجموعات من نقاشات يومية واسعة في شؤون الحياة والعمل والأسرة والمجتمع، حيث شكّلت هذه المجموعات مجتمعاً افتراضياً يتبادل فيه كل طرف النقاش والجدل والحديث عن العديد من الأمور، ويحدث من خلالها الاتفاق أو الاختلاف في وجهات النظر، وقد يضطر بعض الأشخاص للخروج أو مغادرة هذه المجموعات، من جرّاء حدوث بعض المشاكل بين الأفراد، لعدم تقبل أي طرف لوجهات نظر الآخر.
وبيّنت شيرين ربة منزل أنها تدير«غروب المطبخ اليومي», حيث يتم تبادل أنواع «الأكلات» والأخبار الطريفة، ومقاطع الفيديو المفيدة المتعلقة بالمجموعة بشكل يومي، ويتم تبادل الملاحظات والمقترحات التي تطور المجموعة، إضافة إلى معلومات عن مكونات بعض الأطعمة وطريقة تحضيرها.
أما مايا فقد صمّمت «غروباً» عبر «الواتس أب» لعرض الملابس التي تود التسويق لها، حيث تنشر صور القطع التي تود بيعها لتنهال عليها الملاحظات والأسئلة المتعددة، مثلاً: ما سعرها؟ ما الألوان الموجودة؟ كيفية توصيلها؟ وغير ذلك، مضيفة أن هذه المجموعة سهلت عليها الكثير من الأمور فيما لو كانت ستسوقها عن طريق إعلان عبر مواقع التواصل, وهو ما قد يكلفها الكثير.
د. عائشة ناصر- كلية التربية جامعة دمشق بيّنت أن المجموعات التي يتم إنشاؤها عبر «الواتس أب» هي جزء أساسيٌّ من الحياة اليومية، لأنه برنامج سهل, وقد يكون مجانياً في كثير من الأحيان، نتيجة العروض التي تعلن عنها شركات الاتصالات، وتالياً فإن انتشاره بين الناس جعله أكثر وسائل التواصل شيوعاً، فهو يعمل على الهواتف المحمولة بمختلف أنواعها.
وهذا ما نراه في إنشاء بعض المعلمات لمجموعات عبر «الواتس» يتم فيها التواصل مع أولياء الأمور كل يوم مساءً، ويتم من خلاله كتابة الملاحظات والتذكير بما أخذه الطالب خلال يومه الدراسي، والواجبات التي يجب إنجازها، وفي المقابل بإمكان أي أمّ أن ترسل أي معلومة للاستفسار عنها من خلال المعلمة، فقد أصبحت في حياتنا المعاصرة ضرورة في ظل التطور التكنولوجي وانتشار مرض «الكورونا»، وفي ظل التسارع اللافت في التغييرات، والتي جعلت انتشار المجموعات الإلكترونية ولاسيما على «الواتس» أحد الحلول الجيدة لأداء الأدوار المطلوبة، لكن تبقى وظائفها الإيجابية مقيّدة ضمن نطاق السمات الشخصية لمنشئ المجموعة وأعضائها، وضمن شروط أهداف هذه المجموعة, حيث يمكن أن يتم تداول أفكار أو منشورات أو «بوستات», ومقاطع فيديو مختلفة منها السلبي والخطير ومنها الإيجابي، كذلك يمكن أن تكون مضيعة للوقت إذا لم تكن على المستوى المطلوب، وإذا لم تحقق أهدافاً إيجابية، لذلك فإننا نجد أنّ المجموعات قد تكون ذات منفعة أحياناً، بغض النظر عن بعض الإزعاجات المسيئة التي يتسبب بها بعضهم عبر المجموعات أحياناً، من خلال إرسال صورة أو تعليق قد لا يفهم معناها، ولكنه لا يدل إلا على ثقافة ومستوى الشخص الاجتماعي في الحياة.