تتصاعد مخاوف السلطات النمساوية، من توسع نفوذ مخابرات النظام التركي الملحوظة داخل النمسا، وهو ما دفع الأخيرة لاتخاذ إجراءات صارمة لتقويض أذرع المخابرات التركية في العاصمة فيينا، فيما تعول استخبارات أردوغان على الجمعيات الإسلامية وأئمة المساجد والسفارات التابعة لها في النمسا للتأثير على الجاليات المسلمة والتجسس على المعارضين وتعقبهم.
وفي سياق الإجراءات النمساوية، تم إغلاق العديد من المساجد المدعومة من النظام التركي في النمسا على خلفية “أنشطة تجسسية”.
وكان البرلمان النمساوي قرر في 2019 إغلاق المساجد التركية التابعة لهيئة الشؤون الدينية التركية داخل النمسا.
كما أقامت السلطات النمساوية دعاوى قضائية ضد أئمة المساجد الذين يحصلون على الدعم المالي من تركيا في إطار تفعيل قانون يحظر التمويل الخارجي لأئمة المساجد.
وكان البرلمان النمساوي قد وافق في عام 2015 على مشروع قانون ينص على الامتناع عن استقبال أئمة جدد من تركيا وإخلاء النمسا من الأئمة الأتراك العاملين في مساجد تابعة لفرع الاتحاد الإسلامي التركي.
إلى ذلك كشفت وثائق لموقع “نورديك مونيتور” في أيلول 2020 أن البعثات الدبلوماسية التركية شاركت في جمع معلومات استخبارية عن المعارضين الأتراك في النمسا، حيث يقوم الدبلوماسيون الأتراك بالتجسس ومراقبة رجال الأعمال والمعلمين وممثلي الجمعيات المحلية الأتراك، ويتم إرسال المعلومات عنهم إلى وزارة الخارجية التركية لتوجيه تهم الإرهاب إليهم.
من جهته ذكر ورينز فدينو مدير مركز التطرّف في جامعة جورج واشنطن الأميركية، أنّ هناك دلائل واضحة على تلقي “الإخوان المسلمين” في النمسا وفي أوروبا بشكل عام تمويلاً من تركيا، فيما يتوسع نفوذ تنظيم “الذئاب الرمادية” المتطرفة في مدينة كوفشتاين بمقاطعة تيرول غربي النمسا.
من جهته صرح كارل نيهامر وزير الداخلية النمساوي بوجود “شبكة عملاء” أتراك في النمسا، مؤكداً أن (35) شخصاً دخلوا تركيا قادمين من فيينا بين عامي 2018 و2020، ألقي القبض عليهم قبل أن تتواصل معهم المخابرات التركية وتطلب إليهم أن يصبحوا جواسيس لها مقابل إطلاق سراحهم.
وبناء على كل هذه المعلومات تحركت السلطات النمساوية وفقاً لموقع “فولكس بلات” النمساوي، في 10 كانون الأول 2020، لحظر تنظيم “الذئاب الرمادية” في النمسا، كما حظرت الشعارات والرموز المرتبطة بهذا التنظيم، إضافة إلى فحص ملفات رفعها نائب عن حزب الخضر بيتر بيلز، يتهم فيها فرع الاتحاد من “الذئاب الرمادية” في النمسا بالتجسس لصالح أنقرة.