إدارة بايدن.. إلى مزيد من العدوانية
رأى مقال نشره موقع “غلوبال ريسيرش” أن ملامح المشهد السياسي الأمريكي بدأت تتشكل خلال الساعات الأولى من رئاسة بايدن لتصبح الآن واضحة تماماً، حيث تعتزم الإدارة الأمريكية استئناف سياستها العدوانية من النقطة التي توقفت عندها إدارة الرئيس الأسبق باراك أوباما وذلك في محاولة لتعويض تراجع مكانة واشنطن الاقتصادية والسياسية العالمية.
وقال المقال: يبدو أن جميع المؤشرات تسير في هذا الاتجاه، حيث أصدر “المجلس الأطلسي”، وهو مؤسسة بحثية يمينية ناطقة باسم (ناتو)، مئات التعليقات المعادية للصين، موفراً الذريعة الملائمة لشن حرب نهائية عند فشل مساعي تغيير النظام وسياسات “الاحتواء” الأمريكية الأخرى في إرضاخ بكين، وهذا جنون مطلق.
ولفت المقال إلى أن العته الأمريكي لم يتوقف عند هذا الحد، حيث حذر مؤخراً رئيس “القيادة الإستراتيجية” الأميركية, الأدميرال تشارلز ريتشارد من احتمالية تصاعد أزمة إقليمية مع غريمي واشنطن, روسيا أو الصين بسرعة وتتحول إلى نزاع يشمل أسلحة نووية!
وأشار المقال إلى أن إدارة بايدن أعلنت قبل أيام قليلة عن أنها ستقوض بشكل أساسي عملية السلام في أفغانستان من خلال تمديد وجود القوات الأمريكية في ذلك البلد، في انتهاك لبنود الاتفاقية التي وقعتها إدارة ترامب في هذا الشأن، فترامب إذاً ليس الرئيس الوحيد الذي يقوم بإبطال الاتفاقات الدولية المتفاوض عليها!
وتابع المقال: كما أعلن البيت الأبيض أنه لن يرفع العقوبات التي أعيد فرضها على إيران بعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي إلا إذا عادت إيران إلى الامتثال لشروط الاتفاق، لكن باعتبار أن الولايات المتحدة هي أول من انتهك الاتفاق عبر الانسحاب منه وفرض عقوبات على طهران، فإن إيران تطالب الولايات المتحدة بالامتثال أولاً، ما يوحي بإمكانية اشتعال توترات جديدة وصراع محتمل مع إيران.
وتساءل المقال مستنكراً: هل هذا ما أراده أكثر من 80 مليون شخص صوتوا لبايدن في الانتخابات الرئاسية؟ أم إن أجندة الحرب الإمبريالية للطبقة الحاكمة توضح ببساطة سبب التطرق الضئيل للتحدث عن السياسة الخارجية خلال الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي وخلال المناظرات بين ترامب وبايدن!
وأضاف المقال: حتى أن إدارة بايدن تعترف بأن الحرب على مجتمعات الملونين (السود والسمر) يجب أن تستمر، ما يعني أن بايدن على استعداد فقط لإجراء تغييرات ثانوية طفيفة على برنامج وزارة الدفاع رقم 1033 المسؤول عن نقل الدبابات وناقلات الجند المدرعة المسلحة بالمدافع الرشاشة وجميع أنواع أسلحة الحرب من الحكومة الفيدرالية إلى إدارات الشرطة في جميع أنحاء البلاد.