التنزيلات على الألبسة وهمية.. و«حماية المستهلك»: لن نتهاون مع المخالفين

لدى تجوالك الآن في أسواق الألبسة في دمشق تلفت نظرك لصاقات حمراء مدون عليها أرقام تتراوح بين الـ30 والـ70%, وكلمات مثل (تنزيلات، عرض خاص، وأي قطعة بـ ….) إضافة لكلمات جذابة ستجعلك تدخل رغماً عنك إلى تلك المحلات على حلم شراء قطعة واحدة من الألبسة على الأقل، إلا أن بعد ذلك لا بد للخيبة من أن تنال منك بعد أن تتحقق من أن تلك العبارات مجرد حبر على ورق وهي سعر (وشاح) فقط، أما الملابس الشتوية وتلك التي يطلق عليها «جاكيت» لن يكون بمقدور أحد اقتناؤها.
وخلال جولة لـ«تشرين» على الأسواق وجدنا أن أغلبية التخفيضات وهمية, فقد لجأ العديد من التجار إلى شطب التسعيرة القديمة وتدوين تسعيرة جديدة لا تختلف سوى بشيء بسيط عما كانت عليه الأسعار قبل الإعلان عن فترة التنزيلات.
بدوره المواطن أحمد يقول: على الرغم من بدء العديد من محلات الألبسة الشتوية في دمشق بالإعلان عن التنزيلات إلا أن الأسعار لا تزال مرتفعة, ورغم أن عروض التنزيلات قد تراوحت بين 40 – 70 بالمئة.

المواطنة هبة تقول: الأسعار في الأسواق لا تزال مرتفعة والقطع التي خفضت أسعارها هي من الموسم الماضي أو من القماش الرديء, ولكن أغلبية التنزيلات وهمية هدفها خداع المستهلك, فسعر المعطف النسائي يبلغ مابين 30 -50 ألف ليرة بعد تخفيض مابين 40-70 في المئة في أحد المحال في حين وصل سعر الكنزة الشتوية إلى مابين 12000 -20000 ليرة بعد التخفيض أيضاً، أما الأحذية فقد وصل سعر الحذاء بعد التخفيض إلى 17000 ليرة, فيما يشير المواطن إبراهيم إلى أنه لم يستطع شراء ما يحتاجه على الرغم من وجود عروض كثيرة وتخفيضات تصل إلى 70% في مختلف الأسواق والمولات التجارية, ولكل أنواع الألبسة الشتوية بسبب ارتفاع الأسعار لدرجة كبيرة جداً فقد وصل سعر البيجامة الولادي لـ15ألف ليرة بعد التخفيضات, وبنطال الجينز الولادي 10 آلاف ليرة, والبوط الولادي مابين 12-20 ألف ليرة, بينما رأت ديمة ربة منزل أن موسم التنزيلات إذا كانت حقيقية فهي تشكل فرصة لشراء حاجات أسرتها
في حين عزا عدد من أصحاب الألبسة انخفاض القدرة الشرائية لدى المواطنين بسبب ارتفاع الأسعار وإعطاء الأولوية لتأمين المواد الغذائية والإقبال على شراء الألبسة من البالة لانخفاض أسعارها قياساً بالألبسة الجديدة، في حين أشار أحد الباعة إلى أن هناك طلباً محدوداً على شراء الألبسة، وأن الحركة تقتصر فقط على المحال التي تعلن عن تنزيلات كبيرة وحقيقية على أسعار الألبسة, وأجمع أصحاب محال الألبسة على أن موسم التخفيضات فرصة لكسر حالة الركود ولتنشيط الحركة التجارية في الأسواق وزيادة المبيعات.
بدوره علي الخطيب مدير حماية المستهلك في وزارة التجارة الداخلية قال: وفقاً للقرار 459 تاريخ 2016 الناظم لعملية التخفيضات و(الأوكوزيونات) تترافق التنزيلات على الألبسة والأحذية دائماً مع موسم فصل الصيف وفصل الشتاء بين 15 كانون الثاني و15 آذار في الموسم الشتوي، ولا يمكن للوزارة أن تحدد قيمتها, وإنما ذلك يعود لصاحب المحل ورغبته بذلك ومن المفترض وضع لصاقة توضح قيمة التنزيلات ونسبتها ويجب ألا تقل نسبة التخفيض على أسعار الألبسة الشتوية والأحذية عن 20% كحد أدنى عن السعر المعلن عنه سابقاً، وتوجد هناك منافسة قوية بين محال الألبسة بدليل العروض المخفضة, والتي تصب لمصلحة المواطنين ويجب على جميع أصحاب المحال وضع لافتة على واجهة المحل يدون عليها الحد الأدنى والحد الأعلى لنسب التخفيضات إضافة إلى وضع بطاقة سعرية على كل صنف يدون عليها نوع التصفية ومدتها والحد الأدنى والحد الأعلى لنسب التخفيضات, على أن يتم شطب السعر القديم وكتابة السعر الجديد بخط مميز, مؤكداً أن مديرية الأسعار تحدد وتراقب وضع التكلفة الخاصة بها وفقاً لسعر القماش وحقيقة التكلفة اللازمة له، مشيراً إلى أنه في حال المخالفة يتم إغلاق المحل وتنفذ الإجراءات الموجبة بحق المخالف.
وأشار الخطيب إلى أن التنزيلات الكبيرة التي تعلن عنها محال الألبسة تعود لأسباب عدة, أهمها حاجة التاجر للسيولة المالية للوفاء بالالتزامات المالية المترتبة عليه, إضافة إلى محاولة التخلص من البضاعة للموسم الشتوي وعدم ترحيلها للموسم المقبل, مؤكداً وجود رقابة مستمرة على جميع محال الألبسة للتحقق من التنزيلات التي يتم الإعلان عنها, ولن يتم التهاون في اتخاذ الإجراءات القانونية بحق التجار المخالفين للتعليمات وفي حال مخالفتهم يتم تحويلهم إلى القضاء ويتم تنظيم الضبوط العدلية يومياً.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار