محامو ترامب يدافعون عنه: مناصروه اقتحموا الكونغرس “من تلقاء أنفسهم”
بعد عام على تمرير مجلس النواب الأمريكي قرار العزل الأول بحق الرئيس السابق دونالد ترامب، يجد الأخير نفسه مجدداً محور محاكمة ثانية غير مسبوقة في مجلس الشيوخ بتهمة التحريض على هجوم ضد مقرّ الكابيتول.
في هذا السياق انطلقت اليوم الثلاثاء المحاكمة الثانية لترامب، وأشار مصدر مطلع على المناقشات إلى أن المحاكمة تجري بتهمة التحريض على التمرد من خلال خطاب لمؤيديه قبل مهاجمتهم مبنى الكابيتول في السادس من كانون الثاني الماضي.
محامو الدفاع عن ترامب ركّزوا في بيانهم على نقطتين هما أن المحاكمة “صورية” إذ لا يمكن إزاحة ترامب من منصب لم يعد فيه، وأن الهدف من خطابه كان التشكيك في نتائج الانتخابات بينما لا تندرج تصريحاته في السادس من كانون الثاني إلا في إطار حرية التعبير التي يحميها الدستور.
ورأى هذا الفريق في مذكرة قدمت أن أنصار الرئيس السابق الذين اقتحموا مبنى الكابيتول لمنع التصديق على فوز جو بايدن فعلوا ذلك من تلقاء أنفسهم.
كما أشار المحامون إلى أن الخطاب الذي ألقاه ترامب في الساعات التي سبقت أعمال الشغب “لم يكن عملاً يشجع حركة منظمة لقلب حكومة الولايات المتحدة”.
ووصف المحامون المحاكمة بـ”المسرح السياسي” و”العمل السياسي الوقح” من الديمقراطيين والذي كان يهدف إلى “إسكات الخصم السياسي وحزب الأقلية”.
وفي حين لم تتّضح بعد معالم المحاكمة، رفض فريق الرئيس السابق دعوة الديمقراطيين له للإدلاء بشهادته.. لكن ماذا سيحصل في اليوم الأول من المحاكمة؟.
من المتوقع أن تبدأ المحاكمة بمناقشة لمدة أربع ساعات ثم تصويت على إذا ما كانت الإجراءات غير دستورية.
وإذا استمرت -كما هو متوقع- ستبدأ المناقشات الافتتاحية بعد ظهر الأربعاء، مع إتاحة ما يصل إلى 16 ساعة لكل جانب لتقديم دفاعه.
ومع ذلك، لكي يدين مجلس الشيوخ ترامب، يلزم الحصول على أغلبية الثلثين، ما يعني أنه يجب انضمام 17 جمهورياً إلى 50 ديمقراطياً في عملية التصويت.
وفي 26 كانون الثاني، أيّد 45 من أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين الـ50 محاولة لرفض القضية باعتبارها غير دستورية.
من جهتهم، لا يرغب الجمهوريون الذين يبدون منقسمين حيال مستقبل الحزب، في مناقشة مسألة المحاكمة المثيرة للجدل طويلاً.
لكن المشرعين الديمقراطيين التسعة في مجلس النواب الذين سيلعبون دور الادعاء يأملون في إقناع أعضاء مجلس الشيوخ المؤلف من 100 عضو بإدانة ترامب ومنعه في نهاية المطاف من تولي منصب عام مرة أخرى.
وأنهى الجمهوري ترامب فترة ولايته التي استمرت أربع سنوات في 20 كانون الثاني، بعد أن خسر انتخابات الثالث من تشرين الثاني أمام الديمقراطي جو بايدن.
وترامب أول رئيس أمريكي يتعرض للمساءلة مرتين وأول رئيس يواجه المحاكمة بعد تركه منصبه.
وكان ترامب كرر خلال الخطاب، الذي سبق الهجوم على مبنى الكابيتول مزاعم بأن الانتخابات كانت مزورة وحث أنصاره على الخروج في مسيرة نحو مبنى الكابيتول، وطلب منهم “وقف السرقة” و”إظهار القوة” و”القتال بكل ما أوتوا”.
وعرقلت أعمال العنف التي قام بها مناصروه عملية التصديق الرسمي للكونغرس على فوز بايدن في الانتخابات ودفعت المشرعين للاختباء خوفاً على سلامتهم وخلفت خمسة قتلى بينهم شرطي.
ومن المتوقع خلال المحاكمة أن يعرض الديمقراطيون أمام مجلس الشيوخ كلمات ترامب ولقطات من أعمال الشغب، لإظهار أن “الحشد الغاضب” كان “مستعداً للعنف إذا ما أشعلت شرارة”.
وكانت شبكات الإعلام العالمية غطت الهجوم على الكابيتول في شكل مباشر وهناك آلاف الصور والتسجيلات المصوّرة عن الوقائع، بينها ما أظهر بعض المشاركين وهم يصرّون على أن ترامب “يريدنا هنا”. ويشير معارضو ترامب إلى أنه لعب دوراً في الهجوم عبر انتهاك قسمه وتحريض أنصاره.