“اللص العثماني”
يعاني رئيس النظام التركي رجب أردوغان من عشرات العقد السياسية والتاريخية والاستعلائية و”العثمانية” و”الإخونجية”، ويلهث ليلاً ونهاراً متمنياً “صنع تاريخ جديد” مزيف يعيد “أمجاد السلاطين”، على حد مطامعه، معتمداً على تصدير مرتزقته الإرهابيين براً وبحراً وجواً إلى جواره القريب والبعيد.
وشرّع أبوابه لكل الإرهابيين لدخول تركيا، وحمى وجنَّس ودرَّب وسهَّل “مهمتهم”، حتى أمسى النظام التركي الأب الروحي لتنظيم “الإخوان” والمرجعية لـ”داعش” و”النصرة” وكل التسميات الإرهابية الأخرى، وبعد أن غسل يديه من تحقيق ما يطمع به في سورية رغم كل أفعاله النجسة من أهدافه القريبة والبعيدة، ذهب إلى الجارة العربية الأخرى العراق واعتدى على حرمة حدودها مرات ومرات بحجج واهية غير موجودة إلا في خياله السرابي، وعندما كبرت طموحات “المرشد” المدعومة والممولة من مشيخة قطر ولاستعادة “أمجاد السلطان” المعششة في اللاشعور عند أردوغان، كانت الدولة العربية الثالثة ليبيا محط أطماعه، وما ساعده على ذلك بيئة “إخوانية” خصبة تمثلت بـ”حكومة الوفاق” وبشخص فايز السراج، الذي هو الآخر لم يتورع عن فعل أي شيء -وحتى التعاون مع الشيطان- من أجل البقاء أطول مدة، حيث نقل إليها أعتى الإرهابيين و”الإخونجيين” المستوطنين في ضيافته بانتظار “المهمة” الجديدة، فكان ذلك، فعاث فيها خراباً وفساداً ليس كما يدعي وكما ادعى أجداده العثمانيون بأنهم “حماة” الإسلام، و”مناصرون” للمسلمين زوراً وبهتاناً، وأنه “يدافع” اليوم عن الإسلام، بهدف نشر “الإيديولوجيا الإخونجية” عبر “الإسلام السياسي” فافتضح أمره برعاية كل المجموعات الإرهابية على اختلاف أسمائها وانتماءاتها.. فتدخل مباشرة في الحرب الإرهابية على سورية بعد أن فشل وكيله بتحقيق الأهداف المرسومة وبعد سرقة ونهب كل شيء من الجزيرة السورية والشمال السوري فنال بلا منازع لقب “اللص العثماني”.
وهذا يشي بأن رئيس النظام التركي يسير وفق بوصلة الإدارة الأمريكية مهما تنكر ومهما تجمل يتجه حيث المؤشر الأمريكي، وما المهاترات بين الأمريكيين وأردوغان سوى مسرحية معدة مسبقاً ومتفق على أدق تفاصيلها على أن يكون التمويل “إخونجياً” قطرياً، لتنال الأخيرة “شرف الكومبارس”.
من يدافع عن الإسلام والمسلمين يا أردوغان لا ينتهك حرماتهم ولا يسرق أرزاقهم وحاجاتهم ولا يقطر معاملهم ومصانعهم، ولا ينهب صوامع حبوبهم، ولا ينقل قطعان أغنامهم إلى تركيا في رابعة النهار، بل لا يحتل أرضهم ويهجر سكانها ولا يغير أسماء البلدات والقرى والمدارس، ولا يفتح مدارس وجامعات تركية ولا يفرض اللغة والعملة التركية “لتتريك” المناطق المحتلة، لكنه كلام باطل يراد به باطل وما يفعله رئيس النظام التركي ليس بجديد، فقد فعله أجداده العثمانيون، وبنفس الدعاية وبذات الكذبة احتل أجداده البلاد العربية، وإذا انطلت كذبة “العثمانيين” الأوائل على الكثيرين من أجدادنا فإن كذبة حفيدهم أردوغان لن تنطلي علينا، لأنه رضيع الإيديولوجيا “الإخونجية” اللاعهد لها، وسورية له واعية، ولذلك لن تمر اللعبة عليها.