شهدت الأيام الماضية حراكاً إقليمياً ودولياً بهدف إيجاد حل سياسي للأزمة في اليمن التي تصاعدت بعد شن النظام السعودي منذ آذار عام 2015 حرباً ظالمة ضد الشعب اليمني الفقير خلفت آلاف الضحايا والجرحى والمشردين.
جديد الحراك الأممي هذا, الزيارة التي بدأها أمس المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن, مارتن غريفيث، إلى إيران وتستمر يومين للقاء وزير الخارجية محمد جواد ظريف وعدد من المسؤولين الإيرانيين.
وقد أوضح بيان بعثة الأمم المتحدة, أن الزيارة تأتي ضمن الجهود الدبلوماسية التي يبذلها المبعوث الخاص للتوصّل إلى حلّ سياسي للنزاع في اليمن عن طريق تفاوض يلبّي تطلعات الشعب اليمني.
وأضاف: يشكل دعم اتفاق بين طرفي النزاع حول وقف لإطلاق النار في كل أنحاء اليمن، وتطبيق تدابير إنسانية عاجلة، واستئناف العملية السياسية، أولى أولويات المبعوث الخاص.
وتأتي زيارة غريفيث إلى إيران, بعد صدور قرار الرئيس الأميركي, جو بايدن بإنهاء الدعم الأميركي للعمليات الهجومية في الحملة العسكرية التي تشنها السعودية على اليمن, وبعد إعلان واشنطن، يوم الجمعة الماضي، أنها تعتزم إلغاء تصنيف حركة “أنصار الله” ضمن “التنظيمات الإرهابية”, حيث اعتبر مراقبون أن الإعلان الأمريكي جاء في إطار التخلص من قرارات الرئيس السابق دونالد ترامب.
وعلى الرغم من أن مكتب غريفيث أعلن أن الزيارة إلى إيران مبرمجة من قبل وأن القيام بها في الوقت الراهن وخاصة تزامنها مع مستجدات الأزمة اليمنية، والسياسة التي تبناها بايدن بهذا الخصوص جاء بمحض صدفة, إلا أن البعض يرى أن زيارة غريفيث لطهران ما هي إلا رجع صدى لقرارات بايدن الأخيرة كما أنها توجه رسالة مهمة في هذا الإطار.
في ظل ذلك, رحّب اليمنيون بالدعوات لوقف الحرب على بلدهم، ووصفها البرلمان اليمني بأنها خطوة إيجابية في الطريق الصحيح، فيما طالب عضو المجلس السياسي الأعلى في اليمن محمد علي الحوثي واشنطن بالضغط على حلفائها لتحويل الأقوال إلى أفعال.
وتقول الأمم المتحدة إن حوالي 80% من سكان اليمن يحتاجون للمساعدات.
يذكر أن هذه هي الزيارة الأولى لمسؤول أممي في شؤون اليمن إلى إيران، هذا في الوقت الذي زار فيه غريفيث السعودية عدة مرات.