الدوامة الرابعة للانتخابات في الكيان الصهيوني والطريق المسدود

وضع نتنياهو منذ تشكيله أول حكومة صهيونية ائتلافية بقياد ة الليكود في آذار عام 2009 عدداً من المواضيع الرئيسة في جدول العمل العدواني ضد المنطقة وتحديداً ضد محور المقاومة بأطرافه كافة السورية والإيرانية واللبنانية وكذلك المقاومة الفلسطينية.. وكان من أولويات هذه المواضيع ضرب وحدة أطراف محور المقاومة وإنهاء خطر صواريخ المقاومة اللبنانية والمقاومة الفلسطينية، وإيقاف كل أشكال الدعم السوري والإيراني لهما تمهيداً لتصفية الحقوق الفلسطينية وحقوق سورية باستعادة الجولان السوري المحتل، وفرض “شرق أوسط جديد” بعد هزم هذا المشروع الأميركي- الصهيوني في عدوان تموز 2006.

والسؤال: هل حقق نتنياهو وحكومته و”جيشه” خلال أكثر من عشر سنوات (2009- 2020) أي جزء أو هدف من جدول عمله ومن الحروب التي شنها هو وحلفاؤه طوال تلك الفترة؟

لقد وجد الكيان الصهيوني منذ ذلك الوقت أن الجيش الأميركي الذي يعتمد على وجوده في العراق انسحب في بداية عام 2012 مجبراً بسبب إصرار المقاومة العراقية على هذا الشرط بعد تزايد قدراتها والتفاف الشعب حولها فكانت هذه أول خسائره في ساحة المنطقة فعمل على التعويض بدعم متواصل للمجموعات الإرهابية التي فتحت بواسطتها أكثر من مئة دولة حرباً كونية على سورية وحلفائها في محور المقاومة.

كل هذه المجموعات التي ركز على دعمها في منطقة الجنوب عند تخوم الجولان السوري المحتل تلقت هزيمة سقط فيها مشروعه فلجأ إلى شن بعض اعتداءات جوية من أجواء لبنان أو البحر بحجة منع سورية من زيادة قدراتها العسكرية ودعمها من بقية أطراف محور المقاومة.. وبعد كل تلك السنوات ها هو يعود إلى نقطة البدء في جدول عمله العدواني الذي أحبطه الجيش العربي السوري وحلفاؤه على الأراضي السورية، وتبين أن الكيان الصهيوني عجز في النهاية عن تحقيق أهدافه برغم كل ما شاركت فيه الولايات المتحدة ودول أوروبية من أشكال العدوان السافر على سورية. فلم تكن سورية بقدراتها وتحالفها تقاتل الكيان الصهيوني فقط بل كل من وقف إلى جانب أهدافه لتمزيق وحدتها وإضعاف تحالفاتها للسيطرة على مقدرات المنطقة.

لذلك كان من الطبيعي أن تولد هذه الهزائم أزمات وانقسامات داخل الكيان الصهيوني تجلى أحد أهم مظاهرها في أزمة عميقة بين جميع الأحزاب التي كانت تتشكل منها حكومات نتنياهو بطريقة تتكرر فيها الانقسامات نفسها فتفرض العودة إلى إعادة الانتخابات أو ما أصبح يسمى عقد انتخابات مبكرة جرت أربع مرات منها خلال سنتين من دون أن يتمكن نتنياهو وبقية الأحزاب من تجاوز هذه الأزمة العميقة، ولولا الولايات المتحدة ودورها في إعادة إنعاش هذا الكيان لتفتت وانتهى بعد هذه الدوامة المستعصية على الحل.

فقد أسقط محور المقاومة مخطط «يهودية الدولة» الذي لم يستطع نتنياهو فرضه برغم الإعلان عنه منذ سنوات، كما أسقط محور المقاومة قدرة الكيان على شن حروب شاملة لاحتلال المزيد من الأراضي للتوسع والهيمنة ضد جبهة الشمال وضد جبهة قطاع غزة، وتبين أن “قدرة الردع” العسكرية الصهيونية لم تعد تخيف أو تجدي لا مع المقاومة اللبنانية ولا مع الجيش العربي السوري الذي يتصدى بقوة لغارات الكيان الصهيوني ويزيد من تطوير قدراته في حماية سيادة سورية.

إضافة إلى ذلك تمكن محور المقاومة من زيادة قدرة ردعه ضد الولايات المتحدة التي تراجعت قدرتها على فرض أهدافها ضد هذا المحور. وكلما حقق محور المقاومة المزيد في قدرة الردع كلما ازدادت دوامة أزمات الكيان الصهيوني وتراجعت قدراته وهذا ما يعول الكثيرون على نتائجه في السنوات المقبلة.

كاتب من فلسطين

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار