“شيك” بلا رصيد!
“لن يترك السلطة إلا بالقوة ” عبارة باتت شبه حقيقية مع توالي فصول معركة الرئيس الأميركي المنتهية ولايته دونالد ترامب لقلب نتائج الانتخابات الرئاسية والبقاء في السلطة منتقلاً درجات صعوداً في تلك المعركة ليصل حد مناقشة فرض الأحكام العرفية وزج الجيش في قلب المعركة لإعادة صياغة نتائج الانتخابات لصالحه بعد تأكيد المجمع الانتخابي فوز جو بايدن.
محاولة ترامب الجديدة للتشبث بالكرسي الرئاسي, تنصب في إطار إيجاد المزيد من السبل للمد بعمر تلك الانتخابات بعد أن أقفلت بوجهه كل الطرق التي جربها لقلب النتائج من الطعون الانتخابية الخاسرة, إلى التحركات المسلحة لأنصاره في الشوارع, وفرط عقد المقربين منه بالإقالات أو الاستقالات, لتأخذ حربه وجهات خطرة لحل معضلة الخسارة، آخرها ما تسرب عن فحوى اجتماع وصف بالصاخب بين ترامب ومقربين منه في البيت الأبيض تضمن عدة خيارات، أقلها يؤدي إلى تشتيت البلاد وفتح جبهة حرب حقيقية في الشوارع بين مؤيدين لترامب ومناهضين له من جهة وبين الجيش والشعب من جهة ثانية.
شمل الاجتماع الذي بات الأشهر خلال اليومين الفائتين جانبين هما فرض الأحكام العرفية ومنح الجيش السلطة التنفيذية والقضائية وبالتالي السماح بتكليف المؤسسة العسكرية بتنظيم اقتراع رئاسي جديد، وفي حال تم ذلك فإن الأميركيين مقبلون على صراع طويل ما يعني أن ترامب لن يسلم الرئاسة في الموعد المحدد في 21 كانون الثاني المقبل ما لم يتم إيجاد حل توافقي مع بايدن, في صورة حقيقية “للديمقراطية” الأميركية المزيفة المبنية على الولاءات والانقسامات والمصالح والتناحرات السياسية البعيدة كل البعد عن مصالح الأميركيين أنفسهم.
الاحتمال الجديد في حال حصوله وتحوله واقعاً يحتاج موافقة الكونغرس -المنقسم أصلاً- ما سيعزز انقسامه حول هذه المسألة الجوهرية أيضاً, كل هذه النتائج لا تعني ترامب الذي لا يزال يفضل الخوض في معركة “إثبات زيف الانتخابات الرئاسية وتعرضها للغش” كما يدعي بينما البلاد في حالة من القلق والغليان أفرزهما الوضع الصحي والاقتصادي المتأزم والذي لا يحظى باهتمام اجتماعات المكتب البيضاوي.