مسؤولو “التعضيمة”
باستثناء السيارة ” وبنزيناتها” لا أعتقد أن هنالك الكثير من المزايا التي يمكن أن يحصل عليها المسؤولون في القطاع العام هذه الأيام، وهذا ينطبق على أغلب الوزارات بمؤسساتها وشركاتها ..!!
علماً بأن السيارة ومخصصاتها ليست بالشيء القليل في هذه الأيام الصعبة، ولطالما كانت السيارات الحكومية مكسباً لا يستهان به.
فأولا:ً أغلب المديرين هم على ما يشبه تلة الجماجم .. إذ لم يبقَ من أغلبية تلك المؤسسات والشركات سوى الهياكل الخارجية، فأغلب المواقع أصبحت تشبه “التعضيمة” بعدما تأخروا عن “الهبرات”.. حيث لا أذونات سفر ولا سفريات، ولا عقود ولا توريدات إلا ما ندر، ولكي لا نذهب بعيداً ففي الصحف مثلاً، جال بعض رؤساء التحرير العالم على حساب الدولة قبل أن يتحول بعضهم إلى معارضين “صناديد”! ولكن في الجزء الأخير من هذه الحرب أصبح حال رؤساء التحرير مثلاً كحالي أنا التي لم يتح لها السفر إلا نادراً..!!
في الحقيقة أستغرب لماذا ينفق ويتوسط الكثير من الأشخاص للحصول على موقع مسؤولية في هذه الأيام الصعبة والناشفة، لأن أغلب المواقع “سخامها” أكثر من مزاياها، إذ على كل مسؤول أن يتهيأ دائماً لسماع ما لا يعجبه، ويتحمل مسؤولية الموقع “الهيكل” الذي يديره وكأن الحال لاتزال كما كانت قبل الحرب أو في بداياتها.
إذ كيف لمدير السورية للتجارة أن يقنع كل الناس الساخطة أنه لا علاقة له بقصة الشاي التالف مثلاً؟ وأن هذه الطبخة هنالك من طبخها وأكلها قبله بسنوات؟ وأنه لم ينل منها سوى الاتهامات والشتائم والغضب لتخزين شاي حتى يتلف بينما الناس تكاد تغلي العشب لأنه لا طاقة لها بشراء الشاي؟
ماذا يمكن للوزير والمدير أن يعمل إذا كانت المواد المطلوبة لتوليد الطاقة غير متوافرة، وماذا عساه يقول للناس التي تعاني من البرد إذا لم يكن هنالك مازوت مثلاً؟
ترى ما هي مشاعرهم إذا كانوا يتابعون وسائل التواصل الاجتماعي ويقرؤون ما يكتب عنهم كل يوم وكل ساعة؟
الحقيقة لا أعرف بماذا يشعرون، ولكن دائماً أتساءل : هل هنالك من مقابل مجزٍ للمسؤولية في هذه الأيام؟