يقال إن السوق ما هو إلا مرآة للاقتصاد ولا شيء في الاقتصاد أكثر خطورة من فقدان الأسواق لدورها في التسعير العادل .. والغلاء يواصل غطرسته والبدائل الاقتصادية تفشل في إقناع المواطن ..هذه حالنا باختصار..
والاستهتار بتحسين الوضع المعيشي للمواطن أصبح علنياً بل أصبح جزءاً من حياتنا .. التناقض بين تصريحات الجهات الوصائية وحقيقة الوضع الاقتصادي ليس مجرد حدث عارض أو طارئ ، بل هو في الواقع نمط يسير عليه السوق بشكل جعلنا عاجزين عن فهم طبيعة ما يحدث .. فالعقاب يجب أن يكون مسلطاً على جميع المستهترين والمتلاعبين بقوت المواطنين .. أصحاب شعارات على يقين كامل – بعيداً عن المساءلة قد أمنوا العقاب – لا يعتريهم خوف , زادت شرورهم , تصرفاتهم إفساد وفساد … هذا الوضع يثير العديد من الأسئلة .. فهل من تفسير لضياع حقوق المواطن بحجة المماطلات والتسويف والفوضى.. هل من تفسير لما يجري في الأسواق من غلاء ؟ وهل من تفسير لما يجري من ارتفاع لأسعار الخضر والفواكه والألبسة…و..و القائمة تطول .. هل من تفسير لأزمة الخبز ,و للوضع المتردي .. ؟؟؟
نريد تفسيراً لتعثر وسائل النقل وغلاء الأجرة .. باختصار نريد تفسيراً لما يجري في قطاع السكن و الإيجار الذي بات حلماً .. نريد تفسيراً لهيمنة البعض على الوظائف وكان البلد خالٍ من الكفاءات والقدرات , نريد تفسيراً لإعطاء الحقوق والوظائف لمن لا يستحقها , نريد تفسيراً لغياب المعايير والقوانين التي يحتكم لها الجميع …. كل ما سبق مجرد تساؤلات محتملة، لأنه في واقع الأمر , لا أحد يفهم ما الذي يحدث بالضبط، ! هذه هي الحال منذ بداية الأزمة ، ويراوغ من يدّعي أنه يعرف الحل ؟
الكرة اليوم في ملعب الفريق الحكومي وهو المعني بهذه التساؤلات والملفات التي تتطلب وضع خطة فورية للتخفيف من آثار التحديات التي تلامس الحياة المعيشية للمواطن لا القضاء عليها.. كسبيل إلى تحسين المزاج العام للمواطن الذي تراجع إلى مستويات تنذر بالخطر نتيجة الظروف المعيشية التي تتفاقم أعباؤها واشتراطاتها يوما إثر يوم.. فهل من حلول ..؟!
hanaghanem@hotmail.com