ورقي وإلكتروني وغير ذلك!!

في ظلِّ غلاء الطباعة وركود سوق القراءة؛ كثيراً ما نواجه بمثل هذا السؤال: هل تعتقد أن النشر الإلكتروني يغني عن الطباعة، ولو كان لديك مخطوط جديد، هل ستطبعه، أم تنشره إلكترونياً، وفي حال أردت أن تطبع فكم نسخة، وهل يوجد سوق للكتب وإقبال على القراءة برأيك؟!!
بالنسبةِ إلى الشق الأول من السؤال، ربما اختلف مع الكثيرين، عن أسباب الاتجاه صوب النشر الإلكتروني، فليست تكاليف الطباعة، وليس السبب في ركود سوق القراءة هما خلف هذا الاتجاه.. ربما كانا من ضمن هذه الأسباب، وعلى ما أرى هما أضعفهما.. اعتقد أن من أهم أسباب هذا الاتجاه، هو توفر حامل جديد للكتاب، تمثّل في هذا العالم الرقمي، ونذكر أنه سبق وعرف الكتاب أشكالاً كثيرة من الحوامل ابتداءً من (صخرة كُليب)، وورق البردي، والرقم الطينية وغيرها، حتى اختراع يوحنا غوتمبرغ آلة الطباعة، وظهور الكتاب الورقي بنسخٍ عديدة..
وهنا أضيف إنّ سوق القراءة لا أجده راكداً.. وهل كان رائجاً فيما سبق؟!.. على العكس ربما هو اليوم أفضل من أيامٍ سلفت، كما لا أظن إنّ هناك منافسة بين حاملي الكتاب – الورقي والإلكتروني- بل أراهما يكادان يكونان متساويين، بمعنى الكتاب الورقي هو نفسه من نجده إلكترونياً، ومن النادر أن يكتفي كاتب، أو دار نشر بالنشر الإلكتروني الصرف.. ربما يكون الحصول على الإلكتروني في المتناول أكثر لأسباب كثيرة منها حالة الرقابة على الكتب الورقية العابرة للحدود في العالم العربي، أو لعدم توفر المكتبات، وللأسف هناك مدن كاملة لا توجد فيها مكتبة واحدة، فما بالك في القرى!!..
وفي حال أردت طباعة كتاب، بالتأكيد لن أفكّر بنشره إلكترونياً قبل طباعته ورقياً.. صحيح هناك خيبة في دور النشر الخاصة لاسيما في سوريّة التي هي دور أشبه بالدكاكين، ولم ترق لتكون مؤسسات تتعهد بالطباعة والتسويق، وإن كان لكن لا يخلو الأمر من بعضها لكن على استحياء وبخجلٍ شديد.. ولنعترف فإنّ أهم كاتب في العالم العربي اليوم لا يطبع أكثر من ألف نسخة من كتابه، وهذا لا علاقة للزمن الإلكتروني في الأمر، وإنما على مدى سنين بعيدة إلى اليوم، – للأسف – العرب لا يقرؤون، أو على الأقل، لم تكن القراءة من أولوياتهم…

هامش:
لو أنّ الشجرة التي نام تحتها نيوتن؛
غير شجرة التُفاح،
ولو كانت الثمرة
التي سقطت على رأسه
غير التُفاحة؛
تُرى..
هل كانَ عرفَ سرَّ الجاذبية..؟!.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار