أظهر انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان للمجتمع الدولي أن مجال نفوذ واشنطن يتقلص وأن الجيش الأمريكي ليس قوياً كما يتظاهر.
جاء ذلك في مقال نشره موقع «نيو ايسترن آوت لوك» مؤكداً أن واشنطن كانت قد خططت منذ البداية لإنشاء نظام موالٍ لها في الجمهورية العربية السورية، لكن هذه الخطط فشلت تماماً.
وبالرغم من أن أتباع الجماعات الإرهابية التي تشرف عليها الولايات المتحدة الأمريكية قد تناقصوا كثيراً عدداً وعتاداً, إلا أن هذه الجماعات ما زالت تمارس أنشطتها على الأراضي السورية، لكن كما يبدو فإن الظروف من شأنها أن تجعل واشنطن تتخلى عاجلاً أم آجلاً عن أطماعها بشأن سورية.
وتابع المقال: دعا وزير الخارجية السوري فيصل المقداد في أيلول الماضي الولايات المتحدة إلى سحب قواتها من الجمهورية العربية السورية، مؤكداً أن الوجود العسكري لواشنطن في سورية ينتهك القانون الدولي ويزعزع استقرار الوضع في البلاد.
إذ إن الولايات المتحدة لا تأخذ في الاعتبار موقف الحكومة السورية وتتصرف فقط لمصلحتها الخاصة.
وأكد المقال: احتل الجيش الأمريكي، والجماعات الإرهابية, مناطق شمال وشمال شرق سورية في محافظات الرقة والحسكة ودير الزور، حيث توجد أكبر حقول النفط والغاز, ليقوم الاحتلال بشكل غير قانوني بسرقة ثروات سورية الطبيعية وتقويض الاقتصاد السوري تطبيقاً لسياسة واشنطن الاستعمارية الجديدة التوسعية.
وقد أصبح ضرورياً ملاحظة أن الجيش الأمريكي منخرط بشكل مكثف مع الجماعات الإرهابية في سورية بالرغم من أن مثل هذه الأعمال مرفوضة من وجهة نظر القانون الدولي، كما تعتبر الأمم المتحدة أيضاً أن مثل هذه الأعمال من واشنطن غير مقبولة.
ورأى المقال أنه بالرغم من كل ما سبق, ما زالت الولايات المتحدة تحاول من خلال أفعالها تحويل سورية إلى دولة تابعة لها إضافة لسعيها إلى إضعاف دور روسيا في منطقة الشرق الأوسط والهدف الأساسي لهذه السياسة الأمريكية هو خلق الظروف الملائمة للاستخراج غير المنضبط للموارد الطبيعية في جميع أنحاء العالم.
وتابع المقال: على مدى عقود، فقد الشرق الأوسط الثقة في الولايات المتحدة وأصبحت صورة الجندي الأمريكي مرتبطة بشيء خطير وغير جدير بالثقة لاسيما أنه في عصر تكنولوجيا المعلومات لم يَعد من السهل إخفاء حقائق العديد من جرائم الحرب وقد شهد العالم كله الفظائع الأمريكية في العراق وأفغانستان وفي دول أخرى تنتشر فيها القوات الأمريكية ونتيجة لذلك تنظر العديد من الدول إلى الولايات المتحدة بقلق.
وأوضح المقال أن تصرفات السلطات الأمريكية لدعم بعض الفصائل الكردية في سورية والوعود بمساعدتهم على تحقيق الانفصال من شأنها أن تنتهك وحدة أراضي الجمهورية العربية السورية, ناهيك عن أن واشنطن تسعى إلى دائماً إلى إحداث اختلال بالتوازن السياسي في منطقة الشرق الأوسط. وحقيقة أن بعض حلفاء واشنطن وممن يعتبرون أعضاء في الناتو ومن أكثر المشاركين نشاطاً في لعبة واشنطن الجيوسياسية الكبيرة في الشرق الأوسط -بدؤوا بالقول إنه على الولايات المتحدة سحب قواتها من سورية- تظهر بوضوح أن موقف الولايات المتحدة يَضعف.
وختم المقال بتأكيد أن القيادة الأمريكية ستضطر إلى إعلان انسحاب القوات من سورية في المستقبل المنظور, إذ إن أهداف واشنطن في سورية (كتغيير النظام فيها) غير واقعية وعلى القيادة الأمريكية إدراك ذلك عاجلاً أم آجلاً . إضافة إلى أن المشاكل السياسية الداخلية الحادة والديون الوطنية السنوية المتزايدة ستجبر الولايات المتحدة على التوقف عن التدخل في شؤون دول الشرق الأوسط المستقلة.