«الوحوش الحمراء».. ثلاث مجرات ضخمة تم اكتشافها

تشرين:

اكتشف فريق دولي ثلاث مجرات فائقة الضخامة، تساوي تقريباً كتلة مجرتنا درب ‏التبانة، وتشكلت خلال مليار عام بعد الانفجار العظيم.‏
وفي دراسة جديدة نشرت في دورية «نيتشر» العلمية، تمكن العلماء وباستخدام ‏تليسكوب «جيمس ويب»، من دراسة هذه المجرات البعيدة في الكون المبكر، مع تقديم ‏رؤية غير مسبوقة حول المجرات التي تحتوي على كمية كبيرة من الغبار، والتي ‏تجعل هذه المجرات الثلاث تبدو بلون أحمر مميز في صور التليسكوب.‏
لذلك، أطلق العلماء على تلك المجرات لقب «الوحوش الحمراء»، وتعمل على تكوين ‏النجوم بضعف الكفاءة، مقارنة بالمجرات الأقل كتلة في الحقبة الزمنية نفسها.‏
‏ ويقول الباحثون: إن تلك النتائج تعيد تشكيل فهمنا لكيفية نشوء المجرات في الكون ‏المبكر، وإن المجرات ذات خطوط الانبعاث الضوئي تتميز بوجود خطوط ضوئية ‏ساطعة في طيفها، وهي ناتجة عن الانبعاثات الطيفية من العناصر المختلفة التي توجد ‏داخل المجرات.‏
وأضاف الباحثون: تحدث هذه الانبعاثات عندما تمتص ذرات الغاز في المجرات ‏بعض الطاقة، مثل الأشعة فوق البنفسجية أو الأشعة السينية القادمة من النجوم الساخنة ‏أو الثقوب السوداء، ثم تعود لتبعث هذه الطاقة بصورة خطوط ضوئية عند أطوال ‏موجية محددة، وتكون هذه الخطوط واضحة في الطيف الكهرومغناطيسي، ويمكن ‏استخدامها لدراسة خصائص الغاز في المجرات.‏
وقال الفريق: تعد المجرات ذات خطوط الانبعاث مصدراً مهماً لفهم العديد من ‏جوانب الكون، فمن خلال دراسة خطوط الانبعاث، يمكن الحصول على معلومات ‏دقيقة عن مكونات الغاز في المجرات، مثل الهيدروجين، الهيليوم، والأوكسجين، ‏إضافة إلى تحديد درجة حرارة الغاز وكثافته. ‏
كما تتيح هذه الخطوط أيضاً قياس المسافة بين المجرات، إذ تعتمد قوة الخطوط ‏وانحرافها الطيفي على المسافة التي قطعها الضوء للوصول إلينا، إضافة إلى ذلك ‏تعد المجرات ذات خطوط الانبعاث مؤشراً إلى النشاط النجمي، إذ إن هذه المجرات ‏عادة ما تكون نشطة جداً في تكوين النجوم، ما يسبب إشعاعاً عالياً من النجوم ‏الساخنة التي تثير الغاز داخل المجرة، ومن خلال دراسة هذه المجرات يمكننا أيضاً ‏دراسة تطور الكون المبكر وكيفية تشكل المجرات والنجوم في المراحل الأولى بعد ‏الانفجار العظيم.‏
كما تمكن الباحثون من قياس محتوى النجوم داخل هذه المجرات بدقة، لتبرز ثلاث ‏منها بكتلتها النجمية الضخمة.‏
ويقول الباحثون: إن اكتشاف ثلاث من هذه المجرات الفائقة يشكل لغزاً محيراً، فعادةً ‏تواجه عمليات تكوّن النجوم عوائق تحدّ من سرعة تحويل الغاز إلى نجوم، لكن هذه ‏المجرات الحمراء الضخمة تمكنت من تجاوز معظم تلك العوائق بسرعة.‏
وكان الاعتقاد السائد حتى الآن بأن كل المجرات تتكون تدريجياً داخل هالات كبيرة ‏من المادة المظلمة، لكن نتائج الدراسة الجديدة تشير إلى أن المجرات الضخمة في ‏الكون المبكر، نمت بمعدلات عالية وكفاءة غير مسبوقة.‏
وحسب الدراسة، فإن الخصائص المميزة لهذه «الوحوش الحمراء» لم يكن من السهل ‏تحديدها قبل وجود تليسكوب «جيمس ويب»، إذ أنها غير مرئية بصرياً بسبب التوهج ‏الناتج عن الغبار.‏

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار