الطفرات الجينية تؤثر على مقدار حبنا للأطعمة الحلوة
تشرين:
تشير الدراسات إلى أنّ الجينات التي ورثناها عن أسلافنا قد برمجت أدمغتنا على تفضيل الأطعمة الغنية بالسكر، كآلية تكيفية ساعدت أجدادنا على البقاء على قيد الحياة في بيئات حيث كانت السكريات نادرة.
فقد كشفت دراسة بريطانية حديثة، أنّ هناك جينات وراثية تقف وراء اختلاف قدرات الأشخاص في هضم بعض أنواع السكريات، حيث يؤثر ذلك على مقدار حبهم للأطعمة الحلوة وكمية استهلاكهم لها.
وأرجعت الدراسة التي قادتها جامعة نوتنغهام في المملكة المتحدة وشارك فيها باحثون دوليون، هذا التفاوت إلى الجين المسؤول عن إنتاج إنزيم “السكراز-إيزومالتاز” (SI)، والذي يلعب دوراً رئيساً في تحطيم السكروز “السكر العادي” والمالتوز وهو مركب أقل حلاوة يوجد في بعض الحبوب، إلى سكريات بسيطة لامتصاصها في الأمعاء الدقيقة، حسبما ذكرت صحيفة “نيويورك بوست” الأمريكية.
ويقول فريق البحث: يمكن أن تؤدي الطفرات في جين الجهاز الهضمي إلى صعوبة هضم السكروز والمالتوز، مضيفاً: يميل الأفراد المصابون بمتلازمة القولون العصبي (التي تتميز بتشنجات وآلام في البطن، وانتفاخات، والشعور بالامتلاء أو الحرقة، وغالباً ما يصاحبها إسهال أو إمساك) إلى وجود متغيرات معيبة في جين SI أكثر من الأشخاص الأصحاء.
ووفقاً للدراسة التي نشرت نتائجها مؤخراً في مجلة Gastroenterology، فإنّ الأشخاص الذين يعانون من طفرات في جين SI يميلون إلى استهلاك كميات أقل من الأطعمة الغنية بالسكروز مقارنة بالأشخاص الذين لديهم جين SI يعمل بشكل طبيعي.
وفي هذه الدراسة، قام الباحثون باستكشاف عادات الطعام لدى الفئران التي تفتقر إلى جين السكراز-إيزومالتاز (SI). وقد وجدت التجارب أن الفئران خفضت استهلاكها للسكروز بشكل سريع وأظهرت تفضيلاً أقل له.
ثم اختبر الباحثون نظريتهم على 6000 شخص في غرينلاند ونحو 135 ألف شخص من سكان المملكة المتحدة، ووجدوا أنّ الأشخاص الذين لديهم قدرة محدودة أو معدومة على هضم السكروز بسبب طفرات جينية في جين SI يميلون إلى استهلاك كميات أقل من الأطعمة الغنية بالسكروز.
من جانبه، قال الدكتور بيتر ألديز قائد الدراسة من جامعة نوتنغهام في المملكة المتحدة: تشير هذه النتائج إلى أنّ التباين الجيني في قدرتنا على هضم السكروز الغذائي يمكن أن يؤثر على تناولنا وتفضيلنا للأطعمة الغنية بالسكروز مع فتح الباب أمام إمكانية استهداف الجين SI لتقليل استهلاك السكروز على مستوى السكان.
ويأمل ألديز وفريقه أن تسهم هذه النتائج في الحد من استهلاك السكروز على مستوى العالم، لافتاً إلى أنّ الاستهلاك المفرط للسكر يمكن أن يضر بالخلايا، ويؤدي إلى التهاب مزمن، ما يزيد من خطر الإصابة بالسمنة، وأمراض القلب، والسكري، وأمراض الكبد، وحتى السرطان.