اعتبر مقال نشره موقع “نيو ستيتس مان” أنه صار من الضروري أن تحصل اسكتلندا على استقلالها خاصة بعد سلسلة من القصص حول مصير الأسلحة النووية البريطانية, إذ كشفت صحيفة “فايننشيال تايمز” أن الحكومة البريطانية لديها خطط طوارئ لنقل قاعدة الغواصات النووية من اسكتلندا إلى مكان آخر في بريطانيا، أو حتى إلى الولايات المتحدة أو فرنسا، في حالة طردها من الموقع الحالي في “فاسلين” في حال تمكن الانفصاليون المطالبون بالاستقلال عن بريطانيا من تحقيق ذلك. إذ إن هؤلاء سيصعدون ضغوطهم من خلال مقترحات إلى المؤتمر القادم للحزب الوطني الاسكتلندي/الانفصالي/ لإزالة الأسلحة النووية من اسكتلندا في غضون ثلاث سنوات بعد الاستقلال.. وكان مؤيدو الاستقلال نظموا تظاهرة خارج بوابات فاسلين في نهاية الشهر الماضي.
وتابع المقال: تقوم شرطة اسكتلندا بالتحقيق في الوفاة الغامضة لأحد أفراد طاقم غواصة «ترايدنت» الأمر الذي أدى إلى تصعيد التوترات بين «هوليرود» الاسكتلندية ووزارة الدفاع البريطانية, ومن المرجح أن الرجل المقتول كان يسرب المعلومات إلى النشطاء المناهضين للطاقة النووية، الذين يعتقدون أنهم اكتشفوا حادثة تستر على تدمير سفينة صيد ومقتل طاقمها مع تأكيد وجود اتصالات غريبة على متن السفينة وإشارات غامضة تشير إلى أن سفينة الصيد تم سحبها بواسطة سفينة أخرى غير مرئية ولا يمكن تعقبها.
أضاف المقال في حال نقل قاعدة الغواصات, فإن المواقع البديلة الأكثر احتمالاً لترايدنت ليست فرنسا أو الولايات المتحدة، بل ديفونبورت في إنكلترا أو ميلفورد هافن في ويلز.
وهكذا سيكون من الصعب على حكومة المملكة المتحدة نقل ترسانتها النووية إلى أي منهما من دون مقاومة من السكان المحليين كون احتمال انتقال ترايدنت إلى مكان آخر في المملكة المتحدة يمكن أن ينعش الحركة المناهضة للأسلحة النووية في جميع أنحاء البلاد.
وأكد المقال: إذا اختارت المملكة المتحدة فرنسا أو الولايات المتحدة بدلاً من ذلك، فمن المؤكد أنها ستشمل درجة من الإحراج الوطني، حيث تم إرسال قوة عالمية تتوسل للأجانب لرعاية أفضل للأسلحة البريطانية لعدم قدرتها على رعاية أسلحتها، ومن المؤكد أن المملكة المتحدة قد عانت بالفعل من إهانتين للسياسة الخارجية في السنوات الأخيرة تمثلتا في طريقة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي والانسحاب الفاشل من أفغانستان.
أما استقلال اسكتلندا فسوف يساعد بالتأكيد في إيصال رسالة مفادها أن بريطانيا لم تعد تتحكم بالمياه ولم تعد قادرة على ذلك.
وختم المقال: لقد تعثرت السياسات المحلية للمملكة المتحدة بسبب الإجهاد الدولي، حيث تم التستر على انحدار «الإمبراطورية العالمية» إلى مجرد دولة أخرى بسلسلة من آليات التكيف السخيفة الباهظة الثمن في فترة ما بعد الإمبراطورية، ليس فقط إهدار الأموال في المغامرات العسكرية والأسلحة النووية، ولكن بالتضحية بالصناعة المحلية على مذبح الجنيه الإسترليني والتمويل الدولي.
أما أولئك الذين يريدون الأفضل لبريطانيا فيجب أن ينظروا إلى “الحداثة النووية” في اسكتلندا ليس على أنها فشل أخلاقي، بل نموذج يستحق المتابعة.