أحصت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في تقاريرها المتتالية التي أعدتها خلال سنوات الحرب العشر على سورية، أعداداً كبيرة من المواطنين السوريين الذين إما فقدوا منازلهم وأصبحوا لاجئين في الداخل أو اضطرار عدد كبير منهم للجوء الخارجي عدا عن حاجة الكثيرين منهم للمساعدات الإنسانية.
وعزت اللجنة السبب في استمرار الحرب على سورية إلى مشاركة أطراف دولية على رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية في هذه الحرب.
جاء هذا في مقال نشره موقع ” نيو إيسترن أوت لوك” مؤكداً أن تدخل الولايات المتحدة في سورية من دون إذن من الحكومة السورية الشرعية، هو تلاعب بقواعد القانون الدولي، فقد استخدمت الولايات المتحدة النفوذ المالي والسياسي للضغط على المنظمات الدولية لتغض الطرف عن العواقب الوخيمة للإجراءات الاقتصادية التي فرضتها واشنطن على سورية وانتهاكات سيادتها. وقد كان تمرير “قانون قيصر” من الولايات المتحدة , والذي تستخدمه لمنع دول أخرى من العمل مع سورية, هو أحد العوامل الأساسية في استمرار وتصعيد الأزمة.
وتابع المقال: إن الوضع في سورية وقدرة البلاد على التعافي من خلال الاعتماد على مواردها الخاصة يصبح أصعب بسبب استمرار نهب واشنطن لثروات البلاد. إذ أعلن الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب صراحة أن المهمة الرئيسية للقوات الأمريكية في المنطقة هي الحفاظ على السيطرة على حقول النفط السورية حيث تجني الولايات المتحدة ثلاثين مليون دولار شهرياً من سرقة النفط السوري.
ولفت المقال إلى أن الوكالة السورية للأنباء “سانا” عملت في عدة مناسبات على تزويد المجتمع الدولي بتقارير إعلامية وافية تفضح تورط القوات الأمريكية والميليشيات المدعومة من قبلها “قسد” في نقل عشرات الشاحنات المحملة بالحبوب والنفط من منشآت التخزين في المناطق التي تحتلها في شمال شرق سورية، إلى شمال العراق.
وأضاف المقال: كتبت إحدى المجلات الأمريكية أن واشنطن ستضطر في نهاية الأمر إلى الرد أمام الشعب السوري والمجتمع الدولي على أفعالها غير القانونية في سورية والكشف عن الأسباب الحقيقية لوجود قواعد عسكرية أمريكية في البلاد.
فمنذ بداية العدوان الأمريكي على سورية، كان واضحاً تماماً من مواقع قواعدها العسكرية في البلاد أنها بعيدة جداً عن المناطق التي يسيطر عليها تنظيم “داعش” الإرهابي، ويكشف موقع قواعدها هذا عن هدفها الحقيقي المتمثل في حماية مناطق إنتاج النفط السورية والسيطرة عليها وسرقة مواردها من الطاقة تحت حماية القوات الأمريكية.
ورأى المقال، أنه وبالنظر إلى عدم وجود أي رد فعل ذي مغزى من جانب المجتمع الدولي على دعوات الحكومة السورية المتكررة لإنهاء نهب الولايات المتحدة غير المشروع للثروات السورية، فقد أدى هذا الفشل الدولي إلى تطور المقاومة الشعبية المسلحة ضد سياسات واشنطن، كما حصل في أفغانستان والعراق، إذ اتخذت هذه المقاومات، من بين أشكال أخرى، شكل هجمات مسلحة على القواعد العسكرية الأمريكية في سورية حيث تزايد استهدافها بالصواريخ.
وأوضح المقال، بأن واشنطن استمرت بتقديم دعمها لحليفتها الرئيسية في المنطقة، أي “إسرائيل”، التي تعتدي بشكل متكرر عبر غارات جوية على سورية، حيث يذهب ضحية هذه الاعتداءات في كل مرة أعداد من المدنيين و إلحاق أضرار جسيمة بالبنى المحيطة. وقد أعرب مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، عن معارضة بلاده للهجمات الجوية الإسرائيلية على الأراضي السورية، قائلاً: إن الهجمات عقّدت الوضع في البلاد والشرق الأوسط ككل وأن لها تأثيراً سلبياً على الوضع في سورية وأن القوة ليست وسيلة مقبولة لحل النزاع.
وختم المقال قائلاً: في كل مرة تدين دمشق الوجود العسكري الأمريكي غير الشرعي على أراضيها وتدعو إلى انسحاب القوات الأمريكية وتسليم المناطق الواقعة تحت سيطرتها إلى الجيش السوري, لكن البنتاغون تصر على أن الوجود العسكري الأمريكي في سورية سيبقى وأنه “ضروري لحماية القيم الديمقراطية”, وعلى ما يبدو فإن أهم هذه القيم هو النفط السوري. ومع ذلك، فقد أصبح من الواضح للجميع الآن أنه و بعد الانسحاب الأمريكي القسري من أفغانستان ثم من العراق، فإن الشيء نفسه سيحدث قريباً في سورية.