الرأسمالية عدو العالم

اعتبر  مقال نشره موقع “إستراتيجيك كلتشر فاونديشين”: إن  الرأسمالية وعدم المساواة تعد العدو الأول الذي يحدق بالعالم اليوم، وبالرغم من ذلك يحاول الرئيس الأمريكي جو بايدن وحلفاؤه الغربيون تأطير التحديات العالمية بطريقة تتجنب في نهاية المطاف التعامل مع المشكلة الأكثر إلحاحاً وهي انعدام المساواة المتنامي في ظل النظام الاقتصادي الرأسمالي.

وتابع المقال: ينبع الفقر والمشقة وسلسلة المشاكل الاجتماعية، بما فيها تأثير جائحة كورونا, من عدم المساواة الفظيعة التي تنتجها الرأسمالية لاسيما تلك الموجودة في الغرب ومع ذلك وبدلاً من معالجة المشكلة الواضحة، يقوم بايدن وغيره من القادة الغربيين بتأطير التحديات بطريقة غير مألوفة. الأمر الذي يجعل من مشكلة عدم المساواة الرأسمالية تتراكم وتزداد سوءاً.

وأضاف المقال: بالاستماع إلى بايدن وبقية القادة الغربيين في قمة مجموعة السبع، قد يعتقد المرء أن التحدي الأكبر في عصرنا هو الصدام المزعوم بين “الديمقراطيات والأنظمة الاستبدادية”. أي بين الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين من جهة، وروسيا والصين من جهة أخرى. وقد أعلن بايدن والساسة الغربيون الآخرون عن محنة مزعومة من روسيا والصين باعتبارها مشكلة وجودية في عصرنا بطريقة ما, على الرغم من دعوة روسيا والصين الدائمة إلى حوار وعلاقات طبيعية. وادعى بايدن أن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي ومجموعة السبع سيقفون متحدين لمواجهة روسيا والصين, محاولاً أن يبدو وكأنه لا يريد حرباً شاملة، لكن منطقه ومنطق حلفائه هو في النهاية منطق الحرب.

ورأى المقال أنه حين قدومه إلى أوروبا في أول رحلة خارجية له كرئيس، صرح بايدن أنه كان يحشد الحلفاء تحت قيادة الولايات المتحدة ضد ما يسميه “الأنظمة الاستبدادية” وقد تم تأطير سلسلة القمم في مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى ومع قادة الاتحاد الأوروبي وحلف “ناتو” بطريقة تكون مقدمة لاجتماع شبيه بالمواجهة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في جنيف. ومع ذلك فإنه لا يمكن لبايدن أن يناقش مع بوتين، بطريقة جادة وتعاونية، القضايا الحيوية المتعلقة بالوباء وتغير المناخ ونزع السلاح النووي لأنه وغيره من السياسيين الغربيين محتجزون كرهائن عقلياً بسبب دعايتهم الكاذبة حول مزاعم السلوك الروسي “الخبيث”.

و أورد المقال نقلاً عن بايدن قوله: إنه ذاهب إلى مجموعة السبع، ثم إلى اجتماع “ناتو”، ثم للقاء السيد بوتين لإخباره بما “أريده أن يعرفه” وهو أن الولايات المتحدة قد عادت وأن ديمقراطيات العالم تقف معاً لمواجهة أصعب التحديات والقضايا الأكثر أهمية للمستقبل , وأنهم  ملتزمون بالقيادة والدفاع عن القيم.

و أكد المقال أن هذا الشعار الذي يحمله بايدن والذي مفاده أن التحدي التاريخي الأكبر في الوقت الحالي هو بين “الديمقراطية والاستبداد”, أي أنه يجب علينا قبول القيادة الأمريكية. و هو الأمر الذي تحاول المؤسسة السياسية الأمريكية دفعه بمهاجمها الأول، جو بايدن بمؤازرة الطبقة السياسية الأوروبية لينتهي الأمر بعالم يُقاد إلى طريق مسدود في مواجهة بين الغرب وروسيا والصين بدلاً من العمل سوياً في التعاون والمنفعة المتبادلة المتعددة الأطراف لأن القوة العالمية للولايات المتحدة مبنية على الهيمنة التي تتطلب بدورها السيطرة من خلال إقامة كتل معادية.

وانتهى المقال بالقول: بالرغم من كون الرأسمالية وعدم المساواة هو العدو الأول للعالم اليوم  لكن لا تتوقعوا من القادة الأمريكيين والأوروبيين أن يعترفوا أو حتى يدركوا ذلك، لأنهم يتلاعبون بنظام معطل نهائياً محاولين إمالة طواحين الهواء وإخبارنا أن روسيا والصين هما العدو و ذلك لصرف الانتباه عن التحدي الكامل للنظام الرأسمالي من الأغلبية المنظمة من الشعب العامل.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار