جاء في مقال نشره موقع “نيو إيسترن أوت لوك” حول سورية قوله: بالتزامن مع الانتخابات الرئاسية السورية، التي جرت مؤخراً حاولت بعض الدول الغربية كالولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وألمانيا، التشويش على تلك الانتخابات بشتى الوسائل، ليس لتشكيكهم بحرية ونزاهة هذه الانتخابات ولكن ببساطة لعدم قدرتهم على إيصال أحد من عملائهم إلى السلطة.
وتابع المقال: مع تشدق هذه الدول الغربية نفسها بمحاضرات حول “الديمقراطية”، والتذرع بغيابها المزعوم، كذريعة للتدخل في شؤون الدول في جميع أنحاء العالم، نجد أن المفارقة الحقيقية تكمن في إدانة الأمم المتحدة للاعتداءات على الناخبين السوريين من البعض في لبنان، ثم امتناع المنظمة الأممية عن إدانة ضغوط مماثلة أو قيود صريحة فرضها الغرب على السوريين في بعض العواصم الغربية لمنعهم من التصويت.
وفي إشارة إلى تلك المفارقة, استشهد المقال بتقرير نشرته وكالة “أسوشيتد برس”، انتقد مهاجمة بعض اللبنانيين للناخبين السوريين، داعياً إلى ضمان حق اللاجئين في التصويت أو عدمه، وفي ذات الوقت لم تذكر الوكالة ذاتها أي شيء حول القيود الصريحة المفروضة على تصويت السوريين المقيمين في فرنسا وألمانيا وهي قيود تنتهك بالتأكيد حق اللاجئين السوريين في “التصويت أم عدمه”.
وأكد المقال أنه وعلى الرغم من ادعاء دول غربية بتنصيب نفسها كقضاة عالميين لشرعنة أو عدم شرعنة انتخابات معينة, فإن الانتخابات هي عملية تقرير مصير وبالنسبة للسوريين فهم من يحددون سير هذه العملية وليس وزارتي خارجية فرنسا أو ألمانيا وبالتأكيد ليس وزارة الخارجية الأمريكية.
وتحدث المقال مؤكداً اعتراف وسائل الإعلام الغربية, ومنذ بدايات الحرب على سورية, بحجم الدعم الأمريكي للمسلحين الذين يحاربون الدولة السورية وحقيقة أن زعامات المسلحين وبرامج التدريب وشحن الأسلحة كانت تتم خارج حدود سورية وليس داخلها وبدعم مباشر من القيادة الأميركية في محاولة لـ”إسقاط” الدولة السورية، الأمر الذي يؤكد أن الحرب لم تكن أبداً “حرباً أهلية” كما كانت تدعي وسائل الإعلام الغربية منذ عشر سنوات وحتى الآن, ليس فقط لتبرير الجولة الأخيرة في قمع الناخبين السوريين، ولكن للتدخل الغربي في سورية بالكامل.
لقد كانت حرباً على سورية، شنتها الولايات المتحدة من خلال وكلاء مسلحين بما في ذلك المقاتلون الأجانب والمتطرفون المتمركزون في سورية.
وأضاف المقال: منذ عشر سنوات وحتى اللحظة, لا تزال محاولات “تغيير الحكومة السورية” قائمة على جدول الأعمال الغربي في محاولات لرفض السماح بعودة السلام والاستقرار إلى سورية.. ولا تزال الولايات المتحدة تسرق مخزون الأراضي السورية الشرقية من القمح والنفط وتفرض عقوبات اقتصادية خانقة مصممة لمنع إعادة الإعمار.
وختم المقال من الواضح أنه وبالنسبة للشعب السوري فإن قيادة الرئيس بشار الأسد وعلاقته مع الحلفاء مثل إيران وروسيا هي الضامن لمنع سورية من المعاناة مستقبلاً من مصير أسوأ بكثير من الدول الأخرى التي استهدفها ما يسمى “الربيع العربي” الذي صممته الولايات المتحدة في عام 2011.