رأى مقال نشره موقع “بلاك أجندة ريبورت” أنه وعلى الرغم من الانحدار المتسارع لـ”الغرب”, فإن الولايات المتحدة وشركاءها الصغار في الإمبريالية مصممون على جعل الإنسانية رهينة جشع وعنف الرأسماليين المحتملين.
وتابع المقال: يشعر العالم بالصدمة من صورة مبنى سكني من 11 طابقاً في غزة ينهار من قنبلة أسقطتها القوات الإسرائيلية، التي تعرف بكونها أحد أكثر الجيوش تقدماً في العالم بفضل الدعم الأمريكي. لكن في الولايات المتحدة، يعلن أندرو يانغ المرشح الرئاسي السابق والمرشح الآن لمنصب عمدة نيويورك بفخر أنه يقف إلى جانب “شعب إسرائيل البطل” الذي يتعرض للهجوم من الفلسطينيين “الأشرار المحتلين”، الذين ليس لديهم جيش ولا حقوق ولا دولة!.
في العالم البديل لليبرالية الغربية, كما جاء في المقال, يوجد معايير مختلفة، إذ يدعي الليبراليون أن الجميع متساوون في الحقوق غير القابلة للتصرف، ولكن في الممارسة العملية، تكون لبعض الأرواح أكثر مساواة وقيمة من غيرها.
وأضاف المقال: في هذا العالم الغربي الليبرالي تصنف الولايات المتحدة, التي تدعم كل دكتاتور شرير في العالم منذ الحرب العالمية الثانية، وتنظم الانقلابات، وتقتل القادة الأجانب، وتهاجم الدول التي تقاتل من أجل الاستقلال في أماكن مثل فيتنام، وتدرب الجلادين، وتلوح بالقنابل النووية، وتملك أطول قائمة سجناء سياسيين محتجزين على هذا الكوكب. إضافة لكونها البلد رقم واحد في مبيعات الأسلحة العالمية، ويدعم الفصل العنصري في جنوب إفريقيا وفي “إسرائيل” –تصنف بكونها بلداً “مناصراً” لحقوق الإنسان!.
وأشار المقال إلى أنه في العالم الغربي الليبرالي، يعبر الديمقراطيون عن المشاعر العنصرية المعادية للصين وتحديد الصين كتهديد قومي، ثم يتظاهرون بأنهم لا علاقة لهم بموجة العنصرية والعنف ضد آسيا. وفي الوقت ذاته يبقى الليبراليون الـ”متفوقون أخلاقياً” يدافعون عن حياة السود طالما أن هذه الأرواح ليست في هاييتي وليبيا وكولومبيا وفنزويلا والبرازيل وكل إفريقيا أو في سجون الولايات المتحدة.
وأضاف المقال متهكماً: في هذا العالم الغربي الليبرالي, يمكن إدانة: الصواريخ الانتقامية من غزة، وإحراق مركز للشرطة في مينيابوليس، والهجمات على ممتلكات عامة في المجتمعات المضطهدة والمستغلة، والاعتداء على أطفال المدارس الذين يقاومون الشرطة في بالتيمور، وعلى الكوريين الشماليين لتسليح أنفسهم في مواجهة العدوان الأمريكي والأوروبي!.
وتابع: فقط في هذا العالم الغربي الليبرالي، تجد بنيامين نتنياهو “ديمقراطياً”، والفلسطينيين “معتدين”، وتجد أن العمال السود يموتون بلا سبب وجيه وليس لأن الولايات المتحدة قد فككت نظام الصحة العامة المتخلف بالفعل.
وأوضح المقال: حين يصف جو بايدن نفسه على أنه “أطلنطي”, كاختصار لمتعصب العرق الأبيض, يعني بأن مهمته تتمثل في إقناع الحلفاء الأوروبيين أنه من الأفضل بكثير العمل معاً بدلاً من السماح بانقسام أنفسهم ضد “البرابرة” في الداخل وعلى أبواب أوروبا والولايات المتحدة.
وختم المقال بالقول: ما يعلمه العالم المحتل، إضافة لثقافة الموت والعنف في كولومبيا وهاييتي وفلسطين وكل بلدان العالم المستعمرة، هو أنه على الرغم من اليقين أن مشروع عموم أوروبا يحتضر، فإن الغرب الاستعماري الرأسمالي مستعد للتضحية بكل شيء وكل شخص من أجل الحفاظ على هيمنته العالمية، حتى لو كان ذلك يعني تدمير الكوكب وكل من عليه.