‌‎إرهاب بـ«بدلة وكرافه»!!‌‌‏ ‏

‌‏الغرب يعلن موقفه مما يجري في حلب في بيان رباعي, صدر عن أمريكا وألمانيا وبريطانيا ‌‏وفرنسا، تألف البيان من سطرين، وانقسم إلى قسمين: الأول يحث على خفض التصعيد وحماية ‌‏المدنيين «معزوفة فلكلورية معتادة»، والقسم الثاني من البيان، وهو بيت القصيد، دعا إلى ‏تطبيق ‏القرار 2254، هذا ما قاله البيان الغربي بوضوح، أما ما سكت عنه وتجاهله، فهو ‏طبيعة ‏المسلحين، الذين غزوا حلب، وبسكوته عن كون «جبهة النصرة» أو مايعرف ‏بـ«تحرير الشام» الإرهابية تشكل أساس الإرهابيين ‏المهاجمين، ينكر الطبيعة الإرهابية ‏للهجوم، ويتعامى عن كون هذا الفصيل «منظمة إرهابية» ‏حسب التصنيف الأممي، وحسب ‏التصنيف الغربي أيضاً، كذلك فإن البيان الغربي بعدم إدانته أو ‏استنكاره للهجوم على مدينة ‏آمنة كحلب، يحمل شكلاً من التأييد الضمني لهذا الهجوم، الذي تشكل ‏النصرة «المصنفة ‏إرهابية» رأس الحربة فيه، فهل بات الغرب مستثمراً للإرهاب؟؟! وكيف ‏تستهين الدول ‏الغربية بخطورة سيطرة منظمة إرهابية على مدينة أساسية في سورية؟؟! وكيف ‏ترضى ‏أوروبا بوجود كيان إرهابي على حدودها الجنوبية في حلب؟؟! أم إنها مطمئنة إلى قدرتها ‏على ‏التحكم بها؟؟!!‌‌‏ ‏
‏الغريب، أن وزير الخارجية التركي، في المؤتمر الصحفي الذي عقده مع نظيره الإيراني ‌‏بالأمس، طالب بنفس مطلب البيان الغربي «تطبيق القرار2254»، وكأنه يردد أمراً متفقاً ‏عليه، ‏مع إضافة فاضحة منه، جاء فيها أن «ما جرى في حلب ليس مؤامرة خارجية»، وجاء ‏الرد عليه ‏من صحيفة «الإيكونوميست» الشهيرة، التي أوضحت أن «ما جرى في حلب ما ‏هو إلا بدفع تركي»، ‏ومن راقب وتابع مجريات غزو حلب، يشعر بأن المهاجمين منظمون ‏مدربون مسلحون بشكل يشير ‏إلى وجود دولة وراء هذه العملية، لأنه من المستحيل على فصائل ‏متناحرة أن تنظم نفسها بهذا ‏الشكل، علاوة على التسليح والتمويل والمعلومات الاستخباراتية، ‏ويبدو أن تركيا منذ سنين تعمل ‏على تأهيل «جبهة النصرة» الإرهابية لتصبح تحرير الشام ‌‏«المعارضة» بنظر الغرب، وذكرت ‏«نيويورك تايمز» منذ يومين، أن الخارجية الأمريكية ‏باتت تعتبر أن «تحرير الشام» كيان مثير ‏للقلق، يعني لم تعد تعتبرها إرهابية، وهذا ما يفضح ‏التنسيق التركي الأمريكي فيما يجري في ‏حلب، وهذا ما يكشف خطورة ما يخططون له على ‏مستقبل سورية.‌‌‏ ‏
‌‏حلب أول تجمع بشري في التاريخ تجمع فيه الناس لتبادل المنافع والخيرات، وعلى أساس ‏الخير ‏العام، وعلى الخير الإنساني وحده أسست حلب، وقامت كحاضنة إنسانية مفعمة بالخير، ‌‏وأصبحت كل الطرق تمر منها، وكل الثقافات والحضارات تتلاقى عندها، لذلك لا يمكن أبداً ‏أن ‏تعيش في ظل إرهاب ولو ارتدى (بدلة وكرافه)، ولا يمكن أن تقبل حلب بالإرهاب مهما ‏كانت ‏ماركة البدلة التي يلبسها، غربية أم تركية، ولا يمكن لحلب أن تستكين للإرهاب ولو ‏دعمته ‏شياطين الأرض كلها، لأنها حلب الخير، ودرة سورية الخيرة.‏

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار