لا تتبع الدخان.. صوّب عينيك على المعركة!
كالعادة، سبقهم دخان السوشيال ميديا، عبر فريق دربه “جمال باشا السفاح”، ليعيد جريمة المرجة، بقفطان وطني!.
تُرى كيف تدّعي أنك تريد تحرير البلاد من الميليشيات الغريبة، وأنت ترفع العلم التركي؟ كيف يمكنك أن تدفع للبائع ليرة “تركية”، مقابل بسكوتة صنّعتها معامل حلب؟
هل هناك أنواع من الثورات طبخوها في لواء اسكندرون وكيليكيا المحتلين، كي تكون عدوةً لدمشق الآرامية الأموية التي طالما سميناها قلب العروبة النابض؟
يا هذا، تقول لإسرائيل بأن تطمئن، وتقسم بأنك لا تشكل خطراً عليها!. فهل أقسمت لهم أن تتنازل عن الجولان والقدس وبيت لحم، مقابل حفنة من الطائرات المسيرة والخرطوش الذي لن يقض مضجعنا ولن يثنينا عن المحاربة بالسيف والرمح والأظافر والأسنان؟
يا هذا.. يا صاحب “الكلابية” الزرقاء الملطخة باللؤم، كيف تقول شكراً “للنتن ياهو”، وتؤكد أنك ستقدم لنا الحرية والكهرباء والمحروقات بأرخص الأثمان؟
أيها العثماني، المتنكر بسيف خالد وبأس عمر، هل تعتقد أننا مختلون عقلياً؟ وناقصو كرامة وحرية!!
نحن أحفاد الشيخ صالح العلي وهنانو والأطرش وجوليا دومنا، وزنوبيا.. ولن يثني عزيمتنا وإصرارنا على خوض المعارك المصيرية هيجان قطعانكم الإرهابية.
وأنا وأنت يابن أمي، في الحضارة والنزيف واكتشاف الحرف، تريّث، ولا تستمع لمجهولي النسب واللقطاء الذين تم جمعهم من كل أمصار العالم، كي يلبّدوا المشهد بضباب الكذب والرياء، تريّث ولا تخلع جلدك لترتدي طاقية السفاح جمال باشا، ولا تتبع دخان السوشيال ميديا، بل صوّب عينيك على المعركة وسيادة الأرض!
لاشك أنك سمعت ماذا يفعلون بأبناء جلدتك “اللاجئين” في أرضهم المحتلة فيما يسمونه محافظة “هاتاي”.
دخان السوشيال ميديا، لا يُعمي عن المعركة، وكل من يعتقد أننا ننقاد للبوستات والفيديوهات المطبوخة سلفاً، يكون طفلاً أو “بويجياً” في السياسة والوطنية، ولن تسعفه ادعاءات الأنساب. أنتم تحاربون الجذور أيها السادة، فمتى كان للطفيليات والنباتات المتعايشة، أن تتغلب على أمهات الأشجار؟
اللوغوس السوري أقوى من التحالف من نتنياهو والسفاح والعم سام. قالها نبوخذ نصر سابقاً، ونحن أحفاده نسترجعها الآن.
للأسف لم تقرؤوا جلجامش وأناشيد أوغاريت، ولم تطلعوا على أسطورة الخلق والطوفان.. إنه اللوغوس السوري المنتقل بين الأجيال منذ آلاف السنين، فهل تعتقدون أن المسيرات المدعوة بـ”شاهين”، قادرة على منع أوتنابشتيم من التصرف؟ ذلك المسحوق المكثف “الأصنص”، سيتكفل بإعادة الأمور إلى رشدها، سواء شئتم أم أبيتم، لأن هذا هو القضاء والقدر.
ستسبقكم معارك السوشيال ميديا، وستصورون الفيديوهات التي تؤكد أنكم سيطرتم على مناطق لا تنتمي لكم، ولا تتعرف عليكم، ولا تعترف بكم، فهل يمكن للغصن أن ينكر جذره ويتبع أغصاناً بلاستيكية ممدودة في الهواء؟
نحن لا نضيّع البوصلة.. لا يضللنا دخان الفيديوهات المطبوخة في جغرافيا كاذبة، كي تهدم المعنويات، عيوننا فقط على المعركة، ووحدة سورية.