الرياضة المدرسية الحاضر الغائب
لاشك في أنّ الرياضة المدرسية وما تمثله من منطلق وقاعدة أساسية وضرورية لرفد الساحة الرياضية بالرياضيين المؤهلين هي عنوان تربوي تعليمي وحلقة مهمة في سلسلة الإعداد لجيل المستقبل السليم والمعافى وهي أيضاً منهج علمي وثقافي واجتماعي له دوره المهم في اكتشاف المواهب الرياضية ومتابعتها في مراحلها الدراسية المختلفة…فهل نحن راضون عما قُدم لهذه الرياضة المدرسية من دعم وإمكانات…؟ وهل استطعنا أن نلبي متطلباتها ونسير بها باتجاه التطور والتقدم بما يخدم الأهداف الأساسية لوجودها…؟ مع العلم أن الواقع يقول إن مادة التربية البدنية في مناهجنا التدريسية لم تأخذ حقها الكامل من الأهمية والإنصاف في زحمة المواد الدراسية الأخرى، وغالباً ما تحتل مراتبَ متأخرة في سلم الأولويات في الدراسة لأسباب متعددة أهمها ضعف الإمكانات والتجهيزات الرياضية وأماكن التدريب ونقص الكادر المؤهل والاهتمام بالمواد الأخرى على حسابها، وانطلاقاً من توحيد الرؤية الرياضية وتطويرها بما يخص الرياضة المدرسية و إيجاد الأرضية المشتركة والفعالة بين الجميع المؤسسات والاتحادات والجامعات والمدارس والوزارات المعنية والمجتمع المدني وتحت عنوان التربية الرياضية دعامة أساسية في بناء المجتمع لإعداد جيل قوي بدنياً وأخلاقياً وفكرياً عُقد مؤتمر تطوير الرياضة المدرسية مؤخراً في مكتبة الأسد بدمشق بتشاركية مع الفعاليات والمرجعيات المعنية بالأمر، هذا المؤتمر شكل إطاراً تنظيمياً جامعاً لتداول وطرح الأفكار البناءة ومناقشة أوضاع الرياضة المدرسية ووضع الحلول الممكنة لتطويرها وتقدمها وتوصياته أكدت على وضع هذه الرياضة على سكتها الصحيحة والنهوض بها ودعمها بما يتناسب مع الإمكانات المتوفرة ودورها المستقبلي مع ضرورة التخطيط الجيد ومواجهة التحديات وضرورة التنسيق الإيجابي والفعّال بين الجميع، نتمنى أن تخرج توصيات هذا المؤتمر من دائرة التسويف والأدراج الأرشيفية إلى دائرة الضوء ونلمس انعكاسها على الواقع الرياضي المدرسي باعتباره النشاط الطلابي المهم الذي يُبنى عليه الكثير من الآمال فيما يخص تطور وتقدم الألعاب الرياضية بمختلف أنواعها في بلدنا، وبقدر ما يكون هذا النشاط فعّالًا ومستمراً ويخضع للمراقبة والدعم والرعاية والتقيم الدائم من قبل المسؤولين الرياضيين بجميع مستوياتهم الوظيفية، تكون النتائج إيجابية ومبشِّرة، ويمكن أن يُبنى عليها مستقبلٌ لرفد ودعم المنتخبات الرياضية الوطنية بالرياضيين المميزين وبمختلف الألعاب وخلق المناخ الملائم لصناعة البطل الرياضي، ونأمل أن يكون الوعد بإطلاق أول دورة رياضية مدرسية العام المقبل من ضمن أولويات الوزارة والاتحاد الرياضي، والموعود ليس بمحروم.