مشاريع صغيرة.. لكنها بمفعولها ومردوها كبيرة.. مربو النحل: أهم مشكلاتنا معالجة مرض «الفاروا» وتأكيد على إعادة سلالة النحل السوري

تشرين – محمد فرحة:
لم يخطئ من قال ويقول بأن السوريين أينما وجدوا  يضعون بصمتهم المؤثرة ويخلقون الفرض، انطلاقاً من الأزمات وغيرها، رغم ضعف الدعم الذي يقدم لهم  في أغلب الأحيان، ومع ذلك يصرون على صنع وفعل ما يريدون.
فمن تربية عدة خلايا للنحل ينهض اقتصاد  الآلاف من  المربين ويوفر لهم فرص تحسين واقع عيشهم، فعندما  يصل عدد  خلايا النحل حسب آخر إحصاء لوزارة الزراعة إلى ٥٥٠ ألف خلية، وتعطي وسطياً أربعة آلاف طن من العسل سنوياً، وقد تزيد قليلاً أو تنقص، فهذا  يعني أنه يشكل دخلاً مقبولاً ولو  في حده  الأدنى والمعقول المقبول.
فكيف هو واقع النحل والنحالين اليوم رغم صعوبة  التعامل مع هذا الشأن من جراء ترحال الخلايا ونقلها من مكان لآخر بحثاً عن الموائل الزهرية  والغذاء؟
هذه الأسئلة وغيرها   كانت محط اهتمام وحوار “تشرين” مع أمين سر جمعية النحالين السوريين فتوحي جمعة، الذي بين أن تربية النحل من المشاريع الصغيرة والمتوسطة المربحة وقليلة التكاليف إذا ماقورنت بغيرها من المشاريع الآخرى، لطالما أن غذاء  النحل من الطبيعة والموائل الزهرية وغير ذلك. كما تلائم هذه المهنة كل الظروف والمناطق وبالإمكان النقل والترحيل من مكان لآخر، حسب الحاجة والظروف ووجود الموائل الغذائية.
وتطرق فتوحي إلى إمكانية نقل النحل حتى في ظروف النزاعات والحروب كما حدث عندنا  مطلع الأزمة ومنتصفها، بحثاً عن مزيد من الإنتاج من العسل  السوري حيث يعتبر من أفضل أنواع العسل، وقطاع النحل في سورية  كغيره من القطاعات التي تأثرت وأدت الظروف إلى تدهورها  ونفوق الكثير منها من جراء السموم والظروف غير المثالية التي مر بها النحل  ومربوه.
لكن وبعد أن  عادت الأمور واستقرت، تم ترميم  القطاع وكان لجهود المنظمات الدولية والإنسانية العاملة في القطر وبالتعاون مع وزارة الزراعة وبعض الجمعيات المختصة دور  مهم في إأعادة ترميم جزء مهم من عودة قطاع النحل الاقتصادي المهم.

٥٥٠ ألف خلية وأربعة آلاف طن من العسل سنوياً
ويتابع أمين سر جمعية النحالين حديثه بإسهاب مشيراً إلى أن عدد الخلايا الموجودة حسب إحصاء عام ٢٠٢٣ بلغ ٥٥٠ ألف خلية، ويبلغ متوسط إنتاج العسل سنوياً أربعة آلاف طن وقد يزيد قليلاً أو ينقص حسب الظروف والمراعي الزهرية وموائلها.
وعن الصعوبات يكشف فتوحي أن أهمها، بل في مقدمتها  مرض الفاروا /قراد النحل/ وهو من أهم المشكلات  التي تواجه المربين، والتي تتطلب معالجة جماعية لتحقيق الفائدة المرجوة والمردود.
زد على ذلك موضوع مرض النوزيما وضعف المقاومة بسبب نوعية سلالات النحل التي تم إحضارها إلى سورية  لبيئة ليست بيئته بدليل ضعف مقاومته للأمراض خلافاً للنحل السوري الأصلي والأصيل، وكذلك إدخال ملكات أجنبية غير موثوق بها..
والحل؟ تسأل “تشرين”
فيجيب  جمعة: العمل على تأهيل سلالة النحل السوري والتركيز عليه، فهو من بيئة معتاد عليها ولد فيها ولذلك هو أكثر مقاومة وملاءمة للظروف البيئية السوربة..
وختم حديثة بأن هناك ظاهرة غش العسل وطرحه للبيع بأسعار مغرية للشاري، حيث يظن  المستهلك أنه سوي  وأصلي، الأمر الذي  يعرقل تصريف العسل المنتج الحقيقي بعيداً عن تصنيعه  يدوياً.
وفي النهاية  بقي أن نشير إلى أن أفضل عامل لتكاثر الأزهار هو النحل، وهو يعيش ضمن جماعات وترقص النحلة عندما تجد مكاناً فيه الموائل الغذائية والزهرية، وتؤدي حركات توحي لبقية النحل المسافة التي تقع  فيها هذه الموائل وسبحان الخالق.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار